اقترب موعد افتتاح المتحف الوطني الكبير في قطر، والذي تم بناؤه على شكل وردة الصحراء، بعد ما يقرب من عقد من الزمان، ومتأخرًا بثلاث سنوات وبتكلفة تقديرية تبلغ 434 مليون دولار أمريكي، حسبما أوردت الصحيفة الماليزية عن وكالة الأنباء الفرنسية.
ويقام حفل الافتتاح، الذي من المتوقع أن يحضره حاكم قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والأمير الكويتي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ورئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، يوم الأربعاء القادم، مع فتح الأبواب للجمهور اليوم التالي.
وغرد المهندس المعماري الفرنسي الشهير جان نوفيل، ومصمم متحف اللوفر بأبو ظبي قائلاً “العمارة لإعطاء صوت التراث والاحتفال بالمستقبل
وسيكون المبنى الرملي، الذي تبلغ مساحته 52000 متر مربع والموجود على كورنيش الواجهة البحرية بالدوحة، أول مبنى بارز في قطر يزوره الناس أثناء توجههم من المطار إلى وسط المدينة.
وبحسب الصحيفة، فإنه في بلد يتم إعادة بنائه وتحويله بالكامل لاستقبال نهائيات كأس العالم 2022 لكرة القدم ، يمكن أن يكون المتحف الوطني هو التصميم الوحيد الأكثر جذبًا للأنظار بين جميع المباني الجديدة في قطر، إذ يشتمل المدخل على 114 منحوتة نافورة في بحيرة طولها 900 متر، وسقف المتحف متعدد المنحنيات، الذي يشبه الألغاز العملاقة، يضم 76000 لوحة في 3600 شكل وأحجام مختلفة.
ومن بين المعروضات سجادة من القرن التاسع عشر مطرزة بـ 1.5 مليون لؤلؤة خليجية، بجانب أقدم نسخة قرآن تم اكتشافها في قطر، ويعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، وعنه قالت مديرة المتحف الشيخة آمنة بنت عبد العزيز بن جاسم آل ثاني، “هذا متحف يروي قصة شعب قطر”.
كما يقع المتحف الوطني في موقع القصر السابق للشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، ابن مؤسس قطر الحديثة، وتم ترميم القصر كجزء من المشروع الضخم، ويُعتبر كذلك المتحف الوطني، الأحدث في “سباق التسلح” الثقافي ومعركة القوة الناعمة بين دول الخليج، والتي تضم متحف اللوفر في أبو ظبي، الذي افتتح عام 2017.
ويقول الخبراء، أنه بالنسبة لقطر، أتاح الافتتاح المتأخر للمتحف، والمقرر أصلاً في عام 2016، فرصة لتعزيز هويته الوطنية بين دول الخليج الأخرى، على اعتبار أنه منذ منذ يونيو 2017، تم حصار قطر دبلوماسيًا واقتصاديًا من قبل الحلفاء السابقين المجاورين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، متهمين الدوحة بدعم الإرهاب، بينما ترفض قطر جميع الاتهامات، وتقول إن الحصار هو هجوم على سيادتها.
من جانبه، أشار محلل شؤون الشرق الأوسط سيغورد نيوباور، إلى أن النزاع المرير أدى إلى كسر التحالفات الخليجية القديمة، وسيتيح المتحف الجديد لقطر تعزيز انفصالها عن منافسيها، بقوله “يمثل المتحف الهوية القطرية التي تسارعت بالفعل في بيئة ما بعد الحصار
وفي ختام حديثه المُقتضب، أوضح المُحلل أنه في الوقت الذي تبدو فيه سمعة منافسي الدوحة “داخلية وتراجعية”، نظرًا لحوادث مثل مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، فإن مكانة قطر تبدو على العكس.