دافع الجنرال المتقاعد جون أبي زيد، مرشح الرئيس دونالد ترامب ليكون سفيراً لدى السعودية، عن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية أمس الأربعاء، بعدما اتهم مشرعون المملكة بسلسلة من الأفعال السيئة وانتقدوا ولي العهد ووصفوه “بزعيم عصابة”، حسبما أوردت الصحيفة الماليزية اليوم نقلاً عن رويترز.
وشجب أعضاء مجلس الشيوخ بما في ذلك الجمهوريين زملاء ترامب، فضلاً عن الديمقراطيين سلوك المملكة في الحرب الأهلية في اليمن، والدبلوماسية المتعسفة وانتهاكات الحقوق، على حد وصفهم. ومن بين تلك الانتهاكات ذكروا تعذيب ناشطات سعوديات وقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. جاء ذلك في جلسة التصديق على ترشيح أبي زيد.
من جانبه أكد أبي زيد على ضرورة المساءلة والكشف عن قتلة خاشقجي، وعلى أهمية دعم حقوق الإنسان، لكنه شدد مراراً على الأهمية الاستراتيجية للروابط بين واشنطن والرياض.
يُذكر أنه على الرغم من التوتر المتزايد بين البلدين، لم يكن للولايات المتحدة سفير لدى السعودية منذ أن أصبح ترامب رئيسًا في يناير 2017.
وأبلغ ابي زيد لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أنه “على المدى الطويل نحتاج إلى شراكة قوية وناضجة مع السعودية. ومن مصلحتنا أن نتأكد من أن العلاقة سليمة”.
من المتوقع أن يفوز أبي زيد، وهو جنرال متقاعد بالقيادة المركزية الأمريكية خلال حرب العراق، بسهولة بتأييد مجلس الشيوخ.
أما خاشقجي فهو كاتب عمود في الواشنطن بوست وناقد لحكومة الرياض، قُتل في قنصلية سعودية في تركيا في أكتوبر الماضي. وأثار موته استياءًا وغاضبًا شديدين في واشنطن بسبب سجل المملكة العربية السعودية في مجال حقوق الإنسان والخسائر المدنية الكبيرة في الحرب الأهلية في اليمن، حيث يحارب تحالف تقوده السعودية مقاتلي الحوثي المدعومين من إيران.
أقر مجلس الشيوخ ومجلس النواب قرارات من شأنها أن تنهي الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية، وهو توبيخ واضح للرياض. لكن أبي زيد قال إن إدارة ترامب تؤمن بقوة بأن الدعم الأمريكي يجب أن يستمر.
وأضاف: “القيام بذلك يعزز قدرات الدفاع عن النفس لدى شركائنا ويقلل من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين.”
وقد انتقد المشرعون محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي القوي بشدة، ولامه البعض على قتل خاشقجي وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال السيناتور الجمهوري جيم ريش رئيس اللجنة “السعودية شاركت في أعمال غير مقبولة بكل بساطة”. واعترف السناتور بوب مينينديز، العضو الديمقراطي البارز في اللجنة، بالأهمية الاستراتيجية للروابط السعودية خصوصاً وسط تهديدات من إيران. لكنه أضاف: “لا يمكننا أن ندع هذه المصالح تعمينا عن قيمنا أو مصالحنا طويلة الأجل في الاستقرار.”
من جانب أخر، قال السناتور الجمهوري ماركو روبيو إن بن سلمان “زعيم عصابة” حقيقي، وهو وصف كرره عضو جمهوري آخر هو السناتور رون جونسون.
وقال روبيو: “إنه متهور ولا يرحم، لديه ميل للتصعيد. ولتجاوزاته العالية والتصادمية في نهج سياسته الخارجية، أعتقد أنه على استعداد بشكل متزايد لاختبار حدود ما يمكن أن يفلت به مع الولايات المتحدة”.