أعادت صحيفة “ذا ستار” الماليزية، نشر تقريرًا لوكالة “رويترز” يتحدث عن أسباب عدم تنفيذ الاتفاق الذي تم منذ قرابة الشهرين بين الأطراف اليمنية المتحاربة، وأهمية ميناء الحُديدة في حد ذاته، بالإضافة إلى تعقيد الصراع هناك. و جاء في التقرير ما يلي:
فشلت الأطراف المتحاربة في اليمن في مغادرة مدينة الحديدة الرئيسية بعد أكثر من شهرين من الموافقة على اتفاق هدنة بقيادة الأمم المتحدة، كجزء من الجهود الرامية لإنهاء الحرب التي دامت أربع سنوات تقريبًا والتي دفعت البلاد إلى حافة المجاعة.
اتفق الجانبان في ديسمبر على إجراء مشاورات في السويد، وكانت الأولى من نوعها خلال عامين ، بشأن وقف إطلاق النار وانسحاب القوات من الحديدة في أول انجاز كبير في جهود السلام، كما استمرت الهدنة إلى حد كبير، لكن الانسحاب لم يتحقق بعد وسط انعدام ثقة عميق بين الحركة الحوثية الموالية لإيران، والتي تسيطر على الحديدة، والتحالف الذي تقوده السعودية في محاولة لاستعادة سلطة حكومة عبد ربه منصور هادي.
وتكمن المشكلة في أن اتفاق السويد لم يحدد السلطة المحلية، التي ستتولى السيطرة على الحديدة بعد انسحاب مقاتلي الطرفين، إذ يسيطر الحوثيون حاليًا على المدينة، بينما يتمركز مقاتلي الحكومة اليمنية بدعم من التحالف على مشارفها.
غير أن التحالف الذي يدعمه الغرب في اليمن منذ عام 2015، تدخل لإعادة حكومة هادي إلى السلطة، وتسيطر الحكومة حاليًا على مدينة عدن الساحلية الجنوبية وسلسلة بلدات ساحلية، فيما يسيطر الحوثيون على معظم المراكز الحضرية بما فيها العاصمة صنعاء.
أما عن أهمية الميناء، فالحديدة هي الميناء الرئيسي الذي يستخدم لدخول أغلب الإمدادات التجارية والمساعدات الإنسانية لسكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة، علمًا بأن التقرير لفت كذلك أن السعودية والإمارات ترغبان في الخروج من حرب مكلفة زادت التعليقات الدولية عليها في أعقاب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر في قنصلية المملكة في اسطنبول.
الجدير بالذكر، أنه كان هناك العديد من الأحزاب والجماعات المسلحة في اليمن، والتي زادت بدرجة أكبر منذ عام 2015، وأصبح لكل منها أجندة خاصة، وأزكت الحرب توترات قديمة بين الشمال والجنوب اليمني اللذين كانا منفصلين في الماضي، وتوحدا في كيان واحد عام 1990، تحت حكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وهي الظروف التي تجعل من عملية السلام هناك أمرًا معقدًا.