ادعى وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، أن الرياض لا تعرف مكان جثة الصحافي جمال خاشقجي، وذلك رغم اعتقال السلطات للفريق الذي نفذ الجريمة، وذلك في مقابلة صحافية تصدرت عناوين الصحف الماليزية نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية.
وتم تقطيع جثة الصحفي المنشق، بعد مقتله في 2 أكتوبر الماضي في القنصلية المملكة في اسطنبول، ولكن لم يتم العثور على رفاته حتى الآن، وفي هذا الصدد قال الجبير إن مسؤولين سعوديين ارتكبوا جريمة القتل “وهم يعملون خارج نطاق سلطتهم”، منهم 11 شخصًا متورطين في الجريمة.
لكن عند سؤاله عن مكان جثة خاشقجي، أجاب الوزير لشبكة “سي بي أس” قائلاً “نحن لا نعرف”، ثم سُئل مرة أخرى عن سبب عدم استطاعة المحتجزين إبلاغهم بمكان الجثة، فقال الجبير: “مازلنا نحقق في الأمر”.
وأضاف: “لدينا الآن عدد من الاحتمالات ونحن نسألهم عما فعلوه مع الجثة، وأعتقد أن هذا التحقيق مستمر، وأتوقع أنه في نهاية المطاف سنجد الحقيقة”، موضحًا أن المدعي العام السعودي المسؤول عن القضية طلب أدلة من تركيا، لكنه لم يتلق أي رد.
يُذكر أن المقابلة التليفزيونية تم إجراءها يوم الجمعة، وهو نفس اليوم الذي تجاهل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موعدًا نهائيًا كان قد حدده الكونغرس للإبلاغ عن من قام باغتيال كاتب صحيفة “واشنطن بوست”، الذي كان ينتقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على الملأ.
ولفت الوزير أن ولي العهد السعودي”غير ضالع” في مقتل الصحافي خاشقجي، إلا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية كانت قد خلصت إلى أن العملية من المرجح أن تكون تمت بأوامر من ولي العهد، لكن البيت الأبيض تغاضى عن هذه النتيجة وسط نفي شديد من قبل الرياض، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.
وحول ما قالته صحيفة “نيويورك تايمز”، أن وكالة المخابرات المركزية قد اعترضت مكالمة من ولي العهد لأحد كبار مساعديه عام 2017، قال فيها إنه سيلاحق خاشقجي “برصاصة”، إذا لم يعد طوعًا إلى السعودية، فقال الجبير “لن أعلق على التقارير المستندة إلى مصادر مجهولة، ولي العهد -كما نعرف- لم يأمر بذلك، هذه عملية لم تكن بموافقة الحكومة”.