أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأحد، أن تركيا حافظت على اتصالات منخفضة المستوى مع الحكومة السورية، وذلك رغم أن أنقرة دعمت المعارضة التي قاتلت لسنوات للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
ونقلت الصحف الماليزية عن “رويتزز”، بأن أردوغان وصف في مرات عدة، خلال حديثه عن صراع سوريا المستمر منذ ثماني سنوات، بشار الأسد بالإرهابي وطالب برحيله، لكن الدعم الروسي والإيراني ساعد الأسد في استعادة أجزاء كبيرة من سوريا من المقاتلين المعارضين له، وطردهم من معظم معاقلهم السابقة.
وقال وزير الخارجية مولود شاووش أوغلو في ديسمبر الماضي “تركيا ودول أخرى ستفكر في العمل مع الأسد إذا فاز في انتخابات ديمقراطية”، غير أنه صرح الشهر الماضي بأن أنقرة على اتصال غير مباشر مع دمشق عبر روسيا وإيران.
واقترح أردوغان أمس الأحد أن تكون لتركيا اتصال مباشر بالحكومة السورية، وفي هذا الصدد قال ” “ربما يتم قطع العلاقات على مستوى الزعماء، لكن وحدات المخابرات يمكنها الاتصال لتحقيق مصالحها. إذا كان لديك عدو، يجب ألا تقطع كل الروابط معه، لأنك قد تحتاج إليه لاحقاً”.
كما أشار الرئيس التركي إلى أن “المنطقة الآمنة” المقترحة في شمال شرق سوريا، والتي قال الرئيس دونالد ترامب إنها يجب أن تنشأ مع انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، لا يمكن أن تبنيها قوات التحالف من دون تركيا.
وأضاف أردوغان في هذا السياق: “يمكننا توفير الأمن في المنطقة، وإدارتها معكم، لكن لا يمكننا ترك المنطقة لقوات التحالف وحدها”.
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن بشكل مفاجئ في ديسمبر الماضي، عن نيته سحب القوة الأمريكية التي يبلغ قوامها 2000 جندي من سوريا، وذلك بسبب اعتراضات كبار المستشارين ومن بينهم وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي استقال احتجاجًا، لكن يظل أحد أهم مخاوف منتقدي القرار هو مصير وحدات حماية الشعب الكردية بعد مغادرة القوات الأمريكية.
يُذكر أن تركيا تنظر لوحدات حماية الشعب الكردية، على أنها جماعة إرهابية لا يمكن تمييزها عن حزب العمال الكردستاني المحظور، الذي خاض تمردًا في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية منذ ثمانينيات القرن الماضي.