يشير دور حزب الله الأكبر في حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية الجديدة إلى شهية متزايدة لتشكيل شؤون الدولة ومبني على نفوذ عسكري غير مسبوق تمارسه الجماعة بعد أن ساعدت في قلب مسار الحرب السورية.
وتعكس قوة حزب الله الآخذة في الاتساع في لبنان تعميق النفوذ الإيراني في الهلال الشيعي من طهران وعبر بغداد ودمشق، رغم أن خصومها السعوديين والإسرائيليين كافحوا للتصدي لهذا الانتشار.
وسيطر حزب الله المصنف على أنه منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، على ثلاث وزارات في الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء سعد الحريري المدعوم من الغرب، وهو أكبر عدد من الوزارات التي يتولاها الحزب على الإطلاق.
تم تشكيل الحكومة الجديدة يوم الخميس الماضي، لتنتهي تسعة أشهر من الجدل، لكن يرى كثير من الخبراء والمُحللين أن حزب الله سيزيد من مشاركته في الدولة اللبنانية أكثر بعدما تكتمل مهمته في المعارك العسكرية في سوريا.
حزب الله، الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني في عام 1982، هو بالكاد أقوى حزب في لبنان حاليًا. وقد نمت نفوذه في المنطقة منذ مشاركته في الحرب في سوريا لدعم بشار الأسد.
ويتم توزيع المناصب الحكومية اللبنانية وفقًا لنظام طائفي معقد، بما في ذلك تحديد عدد الحقائب الوزارية التي يمكن أن تحتفظ بها كل مجموعة، حيث يُخصص منصب رئيس الوزراء لمسلم سني وهو منصب شغله الحريري ثلاث مرات بسبب وضعه كزعيم سني في لبنان.
لكن هيمنة الحريري السنية هزتها انتخابات مايو التي خسر فيها أكثر من ثلث مقاعده في البرلمان، وذهب كثير منها إلى السنة المتحالفين مع حزب الله.
وحولت السعودية تركيزها بعيدًا عن لبنان إلى أجزاء أخرى من المنطقة، وذلك مع نمو نفوذ حزب الله ، مما أدى إلى إضعاف معارضي حزب الله الذين استفادوا سابقًا من دعم المملكة.