المصدر: Malay Mail
الرابط:
https://www.malaymail.com/news/world/2019/12/24/irans-leader-ordered-crackdown-on-unrest-do-whatever-it-takes-to-end-it/1821769?fbclid=IwAR2Bm6yCfyYv33GOqM6Zio7mzr8wiCcSa2WDx6y7nZAH2pDf9XUUpl7CZn8
لم يكد يمضي يومان على الاحتجاجات التي اجتاحت إيران الشهر الماضي حتى نفد صبر الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي فجمع كبار المسؤولين في أجهزة الأمن والحكومة وأصدر أمرا لهم: افعلوا ما يلزم لوضع حد لها.
وأطلق ذلك الأمر، الذي أكدته ثلاثة مصادر على صلة وثيقة بدائرة المقربين من خامنئي ومسؤول رابع، شرارة أكثر الحملات الأمنية لاحتواء الاحتجاجات الدموية منذ قيام الثورة الإسلامية في 1979.
وقال ثلاثة مسؤولين بوزارة الداخلية الإيرانية لوكالة رويترز إن حوالي 1500 شخص سقطوا قتلى خلال الاحتجاجات التي بدأت في 15 نوفمبر تشرين الثاني واستمرت أقل من أسبوعين.
وقال المسؤولون إنه كان من بين القتلى 17 في سن المراهقة وحوالي 400 امرأة وبعض رجال الأمن والشرطة.
ويزيد هذا العدد للخسائر البشرية في الاحتجاجات زيادة كبيرة على الأرقام التي رددتها منظمات حقوقية دولية والولايات المتحدة.
وكان تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر في 16 ديسمبر الجاري ذكر أن العدد لا يقل عن 304 قتلى.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إنها تقدر أن عدة مئات من الإيرانيين قتلوا وإنها اطلعت على تقارير جاء فيها أن العدد قد يتجاوز الألف.
وقال اثنان من المسؤولين الإيرانيين إن الأرقام التي زودا رويترز بها مبنية على معلومات تم تجميعها من قوات الأمن والمشارح والمستشفيات ومكاتب الطب الشرعي.
وامتنع مكتب المتحدث باسم الحكومة عن التعليق على ما إذا كان كانت الأوامر قد صدرت من خامنئي أو أنها صدرت في الاجتماع الذي عقد يوم 17 نوفمبر. وامتنعت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة عن الرد على طلب للتعليق في هذا التقرير.
وفي بيان يوم الاثنين بعد نشر التقرير، وصف المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران عدد القتلى بأنه ”نبأ كاذب“، حسبما أوردت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء.
بدأت الاحتجاجات متفرقة بسبب زيادة مفاجئة في أسعار البنزين وسرعان ما اتسع نطاقها لتصبح واحدا من أكبر التحديات التي واجهت حكام إيران من رجال الدين منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979.
وبحلول 17 نوفمبر وصلت الاضطرابات إلى العاصمة طهران وطالب فيها الناس بإنهاء حكم رجال الدين وبسقوط قادته.
وأحرق المتظاهرون صور خامنئي ودعوا إلى عودة رضا بهلوي ابن شاه إيران الراحل من منفاه وفقا لما ورد في مقاطع مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وأقوال شهود العيان.
وفي مساء ذلك اليوم التقى خامنئي في مقر إقامته الرسمي بمجمع محصن في وسط طهران بكبار المسؤولين بمن فيهم مساعدوه المختصون بالأمن والرئيس حسن روحاني وأعضاء حكومته.
وقالت المصادر الثلاثة ذات الصلة الوثيقة بالدائرة المقربة من خامنئي إن الزعيم البالغ من العمر 80 عاما رفع صوته في ذلك الاجتماع وانتقد أسلوب التعامل مع الاضطرابات.
ومما أثار غضب خامنئي، صاحب القول الفصل في جميع شؤون البلاد، أن المحتجين أحرقوا صورة آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل ودمروا تمثالا له.
ونقل أحد المصادر عن الزعيم الأعلى قوله للحاضرين “الجمهورية الإسلامية في خطر. افعلوا ما يلزم لوضع نهاية لذلك. هذا هو أمري لكم”.
وقال خامنئي إنه سيحمّل المسؤولين المجتمعين المسؤولية عن عواقب الاحتجاجات إذا لم يوقفوها على الفور. واتفقت آراء الحاضرين في الاجتماع على أن المحتجين يهدفون لإسقاط نظام الحكم.
وقال أحد المصادر “الأعداء أرادوا إسقاط الجمهورية الإسلامية وكان من الضروري أن يكون رد الفعل فوريا”.
وأضاف المسؤول الرابع الذي تم اطلاعه على اجتماع السابع عشر من نوفمبر أن خامنئي أوضح أن المظاهرات تستلزم ردا قويا.
وقال المسؤول مشيرا إلى خامنئي “إمامنا مسؤول أمام الله وحده. وهو يحرص على الشعب والثورة. كان في غاية الحزم وقال إن هؤلاء المشاغبين يجب سحقهم”.
وحمّل حكام طهران من رجال الدين مسؤولية إثارة الاضطرابات “لبلطجية” على صلة بخصوم النظام في المنفى وبأعداء البلاد الرئيسيين في الخارج لا سيما الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.
ووصف خامنئي الاضطرابات بأنها “مؤامرة في غاية الخطورة”.
وأكد تقرير بثه تلفزيون الدولة في إيران في 3 ديسمبر أن قوات الأمن أطلقت النار فقتلت مواطنين وأن “بعض المشاغبين قتلوا في الاشتباكات”. ولم تعلن إيران عددا رسميا للقتلى ورفضت ما نشر من أرقام ووصفتها بأنها قائمة على تكهنات.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن حسين سلامي القائد العام للحرس الإسلامي قوله الشهر الماضي “هدف أعدائنا هو تعريض الجمهورية الإسلامية للخطر بإشعال نار الشغب في إيران”.
وامتنع الحرس الثوري عن التعليق.