استقال سعد الحريري من منصبه كرئيس للوزراء في لبنان يوم أمس الثلاثاء، معلنا أنه قد وصل إلى “طريق مسدود” في محاولة لحل الأزمة التي نجمت عنها احتجاجات ضخمة ضد النخبة الحاكمة وأغرقت البلاد في الاضطرابات.
وألقى الحريري خطابا بعد أن هاجمت مجموعة من المواليين لحزب الله وحركة أمل الشيعية مخيما احتجاجيا أقامه المتظاهرون المناهضون للحكومة في بيروت.
وبحسب الصحيفة فإن هذا كان أخطر نزاع في شوارع بيروت منذ عام 2008، عندما سيطر مقاتلو حزب الله على العاصمة في نزاع مسلح مع الخصوم الموالين للحريري وحلفائه في ذلك الوقت.
تشير استقالة الحريري إلى تصاعد التوترات السياسية التي قد تعقد تشكيل حكومة جديدة قادرة على مواجهة أسوأ أزمة اقتصادية في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و 1990.
كما أن رحيل الحريري، الذي كان مدعومًا من الغرب وحلفائه في الخليج العربي السني، يثير المخاطر ويدفع لبنان إلى دائرة لا يمكن التنبؤ بها. فقد ينتهي الأمر بلبنان إلى أبعد من ذلك تحت سيطرة حزب الله المدعوم من إيران، مما يجعل من الصعب جذب الاستثمارات الأجنبية التي تحتاجها البلاد.
ينظر إلى الحريري على أنه النقطة المحورية للمساعدات الغربية والخليجية للبنان، والتي هي في أمس الحاجة إلى الدعم المالي الذي وعد به هؤلاء الحلفاء.
أصيب لبنان بالشلل بسبب موجة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد الفساد المتفشي داخل الطبقة السياسية.