المصدر: New Straits Times
شارك الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والإيراني مسعود بزشكيان في مصر الخميس في قمة لثماني دول غالبية سكانها من المسلمين، وهو اللقاء الأول منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بين زعيمَي الدولتَين.
وتكمن أهمية لقائهما في هذا التوقيت في كَون تركيا درجت تاريخيا على دعم المعارضة ضد الأسد، في حين ساندت إيران نظامه.
وعُقِدت قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي في وقت تشهد المنطقة وضعا مضطربا، في ظل حرب في غزة، ووقف إطلاق النار الهش في لبنان والتحوّلات في سوريا.
وفي كلمة ألقاها أمام القمة، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المصالحة في سوريا وإعادة “وحدة أراضيها وسلامتها” .
وأعرب عن أمله في “إقامة سوريا خالية من الإرهاب”، حيث “تعيش جميع الطوائف الدينية والجماعات العرقية جنبا إلى جنب في سلام”.
أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان فَحَضّ على اتخاذ خطوات لمعالجة الأزمات في غزة ولبنان وسوريا، قائلا إن “الحؤول دون المزيد من الأذى” لِمن يعانون في مناطق الصراع “واجب ديني وقانوني وإنساني”.
وتُعدّ زيارة بزشكيان لمصر الأولى لرئيس إيراني منذ فبراير 2013، عندما زار الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد القاهرة في أول زيارة رسمية على هذا المستوى منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وكانت العلاقات بين مصر وإيران متوترة لعقود من الزمن، لكن الاتصالات الدبلوماسية تكثفت في الآونة الأخيرة مع وصول رئيس إصلاحي إلى السلطة، ومنذ أن أصبحت القاهرة وسيطا في حرب غزة.
وزار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مصر في أكتوبر، بينما زار نظيره المصري بدر عبد العاطي طهران في يوليو لحضور احتفال تنصيب الرئيس بزشكيان.
وأعرب رئيس الدبلوماسية الإيرانية، خلال اجتماع وزاري، عن أمله في أن تبعث القمة “رسالة قوية إلى العالم مفادها أن العدوان والانتهاكات الإسرائيلية في غزة ولبنان وسوريا يجب أن تتوقف فورا”.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة ألقاها في جلسة خصصت للوضع في غزة ولبنان إن المجتمع الدولي يجب أن يتبنى “معيارا واحدا للعدالة” ويضمن “محاسبة إسرائيل ومعاقبتها على انتهاكاتها للقانون الدولي” في غزة ولبنان وسوريا.
ودعا عباس إلى تبني خطة سياسية قدمها في قمة الرياض في نوفمبر، وتتضمن وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة والعضوية الفلسطينية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأكد الرئيس الإيراني مساندته لأي اتفاق تدعمه جميع الفصائل الفلسطينية.
وقال بزشكيان “يجب احترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره”.
ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، ووقف الهجمات على لبنان وسوريا، وتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال بزشكيان “إن الانسحاب السريع للاحتلال الصهيوني من غزة والضفة الغربية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة يجب أن يكونا من أولويات مطالبنا ومطالب المجتمع الدولي”.
ودعا إلى “مشاركة كل المجموعات في الحكومة المقبلة” في سوريا، مشددا على ضرورة “احترام مختلف المعتقدات والأديان”.
تأسست مجموعة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي عام 1997، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، وتمتد من جنوب شرق آسيا إلى إفريقيا.
وتضم المنظمة مصر وتركيا وإيران ونيجيريا وباكستان وبنغلادش إندونيسيا وماليزيا.