المصدر: New Straits Times
البلد: ماليزيا
اليوم: الخميس 12 ديسمبر 2024
أضاءت الألعاب النارية والطائرات بدون طيار التي تصور كأس العالم الذهبية الشهيرة سماء العاصمة السعودية يوم الأربعاء بعد أن أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن المملكة الخليجية ستستضيف البطولة في عام 2034.
وبينما لم تكن الأخبار مفاجئة، حيث ظهرت المملكة العربية السعودية كمرشح وحيد العام الماضي، استغل المسؤولون الإعلان الرسمي لإقامة احتفالات تشيد بنجاح عرضهم.
أدانت جماعات حقوق الإنسان بما في ذلك منظمة العفو الدولية قرار الفيفا على الفور، قائلة إنه “يمثل لحظة من الخطر الكبير” وأعربت عن قلقها بشأن المخاطر التي يتعرض لها عمال البناء.
لقد لاحقت مثل هذه الانتقادات الخارجية المملكة العربية السعودية خلال مساعيها لإعادة تصنيفها كقوة رياضية من خلال تنظيم بطولات التنس البارزة وسباقات الفورمولا 1 ومباريات الملاكمة على الأراضي السعودية.
ومع ذلك، جرى تجاهل مخاوف حقوق الإنسان في شوارع الرياض مساء الأربعاء حيث أعرب السعوديون عن فخرهم بالنفوذ الرياضي المكتشف حديثًا لبلادهم.
“تم عرض إعلان “مرحبا بالعالم 2034” باللغة العربية على جانب أحد ناطحات السحاب، بينما تم تعليق أعمدة الإنارة في شارع التحلية المزدحم في المدينة بعلم السعودية الأخضر المزين بالسيف.
وقال الموظف الحكومي البالغ من العمر 44 عامًا عبد الرحمن الشهري لوكالة فرانس برس: “كنت أحلم بحضور كأس العالم، لكن الخدمات اللوجستية كانت دائمًا عقبة. الآن أصبح الحلم حقيقة مع تنظيم كأس العالم في المملكة العربية السعودية”، “سأخطط لمشاهدة معظم المباريات من الملعب. البطولة قريبة من المنزل الآن”.
قال خالد العزة، 35 عامًا، إنه لم يمض وقت طويل قبل أن تبدو مثل هذه الفكرة بعيدة المنال.
ومع ذلك، قال الآن، “لا يوجد شيء مستحيل بالنسبة للسعوديين”.
الرياضة هي عنصر رئيسي في أجندة الإصلاح رؤية 2030 التي يشرف عليها الحاكم الفعلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تنويع اقتصاد أكبر مصدر للنفط الخام في العالم.
ولجذب السياح والمستثمرين، يدرك القادة السعوديون أنه يتعين عليهم تخفيف صورتهم المحظورة والظهور بمظهر أكثر ترحيبا بالغرباء.
أكد الأمير محمد البالغ من العمر 39 عامًا يوم الأربعاء “تصميم المملكة الكبير على المساهمة بشكل فعال في تطوير لعبة كرة القدم في جميع أنحاء العالم، ونشر رسائل الحب والسلام والتسامح”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وقالت الوكالة: “إن استضافة كأس العالم لكرة القدم 2034 تمثل فرصة مهمة لتسليط الضوء على التقدم المستمر الذي تشهده المملكة”.
وفي رسالة بثتها قناة الإخبارية التابعة للدولة، قال وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل إن المملكة العربية السعودية “تنفتح على العالم” ويمكنها مساعدة كرة القدم على النمو عالميًا.
وقال “بالعمل مع الفيفا وجميع الاتحادات الأعضاء، نريد أن نشارك في هذه الرحلة، ونخلق فرصا جديدة للنمو والوصول إلى جماهير جديدة بطرق جديدة”.
لا شك أن الاستعداد للبطولة التي تضم 48 فريقا سيكون عملًا شاقًا.
وذكرت وثيقة العرض السعودي أن المملكة ستحتاج إلى 14 ملعبا تتسع لـ 40 ألف متفرج على الأقل.
ولديها حاليًا ملعبان: ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة وملعب الملك فهد الدولي في الرياض.
وقال زياد بن نحيت (48 عاما) إنه يتوقع أن تكون المهمة أكثر صعوبة من تلك التي تواجهها قطر المجاورة، الدولة المضيفة لكأس العالم 2022.
وأضاف أن السعوديين على قدر التحدي.
وقال: “نحن لا نتحدث عن كأس العالم فقط. نحن نتحدث عن تنظيم إكسبو 2030. نحن نتحدث عن استضافة أحداث رياضية عالمية أخرى”.
“إنها مسألة تدعو للفخر”.