المصدر: Bernama
الرابط: https://2u.pw/iIS3XiNF
يكثّف “التحول الصحي” خلال موسم حج العام الحالي 1445هـ جهوده الرامية إلى تيسير الوصول إلى الخدمة الصحية المناسبة لضيوف الرحمن وذلك انطلاقا من رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وما شرف به الله المملكة من مكانة خاصة لخدمة ورعاية ضيوف الرحمن.
وذلك عبر توفير الإمكانات المادية والبشرية وانتشار المباني الصحية والمراكز الإسعافية، والالتزام بالمعايير ذات الجودة العالية التي يشترط توافرها في الرعاية الصحية المقدمة للحاج من خلال الكوادر البشرية التي تمتاز بالكفاءة والخبرة اللازمة، وتركيز الجهود على تعزيز الوقاية ورصد وتتبع انتشار الأمراض الصحية، حسبما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس).
وتتنوع مبادرات وإسهامات التحول في القطاع الصحي باختلاف المستهدفات التي يسعى لتحقيقها، خاصة ما يعظم العطاء الخيري من خلال “مركز التطوع الصحي”، الذي يعنى بدوره بتمكين وتنظيم مجال التطوع الصحي لاستيعاب الطاقات البشرية المتجهة والمتأهبة لخدمة ضيوف الرحمن، حيث تجاوزت عدد الفرص التطوعية وفقًا لموقع المركز الرسمي الـ 46 ألف فرصة تطوعية.
ويعمل التحول الصحي ضمن جهوده خلال موسم الحج على تسهيل الوصول إلى الخدمة الصحية، بالتعاون مع عدد من الجهات ذات العلاقة منها مبادرة الإسفلت المطاطي المرن في ممرات المشاة بالمشاعر المقدسة التي نفذتها وزارة النقل بالشراكة مع وزارة الصحة وعدد من الجهات، في ممرات المشاة بين مزدلفة وعرفة بمساحة إجمالية تجاوزت 15 ألف متر مربع، بما يسهم في تقليص إصابات الأقدام والكاحل الناتجة عن السير لمسافات وفترات طويلة، لا سيما من كبار السن الذين تزيد نسبتهم عن 50 بالمئة من الحجاج، مما يعمل على امتصاص الإجهاد وتخفيف الضغط على منطقة الأقدام، ويسهم في توفير المرونة والراحة أثناء السير أو الركض.
كما يشارك في الجهود التسهيلية المبذولة في تيسير انتقال الحجاج من المدينة المنورة إلى بيت الله الحرام، بتهيئة الفرق الميدانية التابعة لوزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي للمركبات وحشد الكوادر البشرية والتطوعية للمرافقة والتعامل مع مختلف الحالات الصحية في مسجد الميقات والمنطقة المحيطة به، حتى يتم تفويج الحالات الصحية من ضيوف الرحمن إلى المشاعر المقدسة بسلاسة ويسر.
وامتدادًا لتمكين التحول الرقمي يواصل مستشفى “صحة” الافتراضي خدمة الملايين من المستفيدين في ذروة موسم الحج عبر توفير نخبة من الطواقم الطبية المتخصصة، التي تعمل على مدار الساعة في عدة مسارات لتقديم الخدمات الطبية الافتراضية في مجالات ” تطبيب السكتات الدماغية والعناية الحرجة عن بعد، ومراقبة مرضى القلب باستخدام أجهزة مراقبة يرتديها الحاج المريض.
بالإضافة إلى تجهيز خدمات الفريق الافتراضي للمساندة الطبية في حالة الطوارئ والكوارث -لا قدّر الله- وغيرها من خدمات الرعاية الافتراضية، فيما يقدم تطبيق “صحتي” الاستشارات والمعلومات الصحية المتخصصة عن بعد للحجاج دون الحاجة لنقلهم خارج الحرم المكي.
إلى جانب جهود وزارة الصحة في تفعيل التقنيات الحديثة لربط أقسام الأشعة بمستشفيات المشاعر المقدسة بنظام “طب الاتصالي” ، و عدد من التطبيقات الإلكترونية التي يتم استخدامها بالحوامل الذكية المتنقلة بكل سهولة ووضوح.
ويقوم المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث بحشد الجاهزية الكاملة لتنفيذ الجانب الوقائي للتصدي ومواجهة الأزمات الصحية، إلى جانب ما يقوم به مركز القيادة والتحكم الذي يعنى بالمراقبة على أداء المستشفيات والخدمات المقدمة، وعيادات متنقلة مجهزة بالكامل لمرافقة ضيوف الرحمن ما يسهم في ترسيخ مكانة المملكة المحورية والريادية في مجال الصحة على مستوى العالم.
كما تواصل جهودها الدؤوبة في الارتقاء بالخدمات المقدمة للحاج التي من شأنها أن تمهّد خطواته وتيسر رحلته بأمان واستقرار، مواكبةً بذلك تطلعات رؤية عالية الطموح وتحولٌ صحي يضع صحة الإنسان أولاً.
أكثر من 77 ألف حاج استفادوا من الخدمات الصحية
واستمرارًا للجهود التي تبذلها وزارة الصحة لتقديم الرعاية المتكاملة لضيوف الرحمن في موسم حج 1445هـ، استفاد أكثر من 77 ألف حاج من الخدمات الصحية المتنوعة التي تقدمها مراكز الرعاية الصحية، منذ اليوم الأول من شهر ذي القعدة حتى اليوم السادس من شهر ذي الحجة 1445هـ.
وأوضحت “الصحة” أن الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن تنوعت بين عيادات طبية وتخصصية، وصيدليات، ومراكز غسيل الكلى، وغرف العناية المركزة، ووحدات العزل، كما تم إجراء 16 عملية قلب مفتوح، و200 قسطرة قلبية، و584 عملية غسيل كلوي، بالإضافة إلى دخول 1745 من الحجاج إلى المستشفيات والمراكز الطبية لتلقي الرعاية الصحية اللازمة.
وأكدت التزام المنظومة الصحية في المملكة بتوفير أعلى مستويات الرعاية الصحية لضيوف الرحمن، من خلال كوادرها الطبية والإدارية والمنشآت والمراكز الصحية الموزعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، لضمان سلامتهم وراحتهم خلال موسم الحج.
خدمة الإسعاف الجوي
وبدورها، أعلنت الخدمات الصحية بوزارة الدفاع، استمرارها في تقديم خدمة الإسعاف الجوي في موسم الحج لهذا العام، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر السعودي، ورئاسة أمن الدولة ممثلة في طيران الأمن، حيث خصصت أحدث الطائرات في العالم، مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية الطارئة لتغطية نطاقات المشاعر المقدسة خلال موسم الحج.
وأوضح مساعد قائد البعثة العميد طبيب بندر بن محمد الجعيد لوكالة الأنباء السعودية “واس”، أنه تم هذا العام تجهيز طائرات الإخلاء الطبي الجوي العامودية والنفاثة التابعة للخدمات الطبية للقوات المسلحة على مدار الساعة للمساندة في حالات الطوارئ ونقل من يتطلب وضعهم الصحي لمستشفيات القوات المسلحة المساند.
مؤكدًا أن الإخلاء الطبي يسعى دائمًا لمواكبة كل جديد في مجال الخدمة الطبية الجوية المتطورة، وجهزت كمستشفيات طائرة إسعافية تستخدم في الداخل والخارج، تضم غرفاً للعمليات والإنعاش والعناية المركزة ومختبرات ووحدات للأشعة، وجهاز أكسجين يعمل لمدة 4 ساعات داخل الطائرة.
وتأتي هذه الجهود انطلاقاً من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – على تقديم الرعاية الطبية الفائقة للحالات الحرجة والاستجابة السريعة لهذه الحالات لتكون مكملةً للخِدْمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن بسواعد أبناء هذا الوطن من أطباء ومسعفين وطيارين وعمليات جوية وأرضية.