المصدر: Bernama
البلد: 🇲🇾 ماليزيا
اليوم: الثلاثاء 7 نوفمبر 2023
الرابط: https://bit.ly/3smQ7nc
من المرجح أن ترتفع تكلفة أداء فريضة الحج العام المقبل كما حدث في العام السابق، وهو وضع لا مفر منه لا يؤثر على مسلمي ماليزيا فحسب، بل في جميع أنحاء العالم أيضًا.
هذه الزيادة، التي تقدر بنحو 11 في المائة كما أعلن عنها صندوق الحج الماليزي، لا يمكن تجنبها بسبب الظروف الاقتصادية العالمية في مرحلة ما بعد كوفيد-19 وكذلك نسبة 15 في المائة ضريبة القيمة المضافة التي نفذتها المملكة العربية السعودية.
وهذا يعني أن حجاج المؤسسة أو الحجاج لأول مرة سيحتاجون إلى دفع 34 ألف رنجت ماليزي للشخص الواحد لأداء فريضة الحج في موسم الحج القادم مقارنة بـ 30,850 رنجت هذا العام و28,632 في العام السابق.
على الرغم من الارتفاع، فإن تكلفة أداء الركن الخامس من أركان الإسلام للحجاج الماليزيين، في الواقع، لا تزال تعتبر من بين أدنى التكاليف في المنطقة بسبب المساعدات المالية التي يقدمها صندوق الحج الماليزي.
وفي الوقت نفسه، فإن الدول المجاورة مثل تايلاند وإندونيسيا ليست بعيدة عن زيادة تكلفة الحج لأنها يمكن أن تؤثر على عدد المسجلين لموسم الحج القادم.
قبول الارتفاع في تكلفة الحج
واعترافًا بذلك، يعتقد مقدم خدمات الحج والعمرة التايلاندي سواندي يوسوهيم أن ارتفاع التكاليف قد يؤدي إلى عدم استكمال حصة الحج المخصصة للحجاج التايلانديين.
وقال إنه حتى الآن، تم تسجيل 4000 شخص فقط لموسم الحج 2024، ولم يتبق سوى شهرين آخرين لاستكمال حصة البلاد البالغة 13 ألفا.
مضيفا “على الأرجح أن الكثيرين لا يسجلون بسبب زيادة التكلفة وأعتقد أن حوالي 1000 حاج آخرين سيسجلون قبل نهاية فترة التسجيل”.
وقال “إذا لم يتم استكمال الحصة بحلول يناير، فسيتم إعادة العدد المتبقي من الحصة التايلاندية إلى المملكة العربية السعودية”.
وفقًا لسواندي، وهو المدير الإداري لشركة شانا للسفر والسياحة، فقد حددت الوكالات التايلاندية، لموسم الحج لهذا العام، تكلفة الحج بحوالي 275 ألف بات أو ما يعادل 36 ألف رنجت ماليزي للشخص الواحد، مقارنة بـ 31 رنجت ماليزي في الموسم السابق.
وأوضح أنه “بصرف النظر عن الضريبة التي تفرضها حكومة المملكة العربية السعودية، هناك أسباب أخرى وراء زيادة رسوم الحج تشمل ارتفاع تكاليف الإقامة والطعام والشراب وتكاليف الطيران، فضلا عن انخفاض قيمة عملات بعض البلدان بما في ذلك تايلاند”.
أحد العوامل التي تجبر المسلمين التايلانديين على الامتناع عن التسجيل للحج هو عدم وجود مؤسسة مثل صندوق الحج الماليزي في بلادهم، وبالتالي يحتاجون إلى استخدام مدخراتهم الخاصة لأداء الحج.
وقال سواندي إنه بناءً على نتائج الاجتماع الأخير مع ممثلي حكومة المملكة العربية السعودية، يحتاج الحجاج إلى قبول الزيادة في التكلفة بشكل كامل من خلال العمل وفق مفهوم القدرة المالية (الاستطاعة) كما هو مطلوب في أداء هذا الواجب الديني.
مردفا “تكاليف الحج آخذة في الارتفاع ويجب على جميع الحجاج قبول ذلك، ولهذا السبب، أكدت في اجتماعنا أيضًا على مفهوم القدرة على تحمل التكاليف، خاصة من المنظور المالي.”
وقال سواندي، الذي أشاد بماليزيا لاستمرارها في تقديم المساعدات المالية للحج لمساعدة مجتمعها المسلم على أداء فريضة الحج “بالنسبة للمملكة العربية السعودية، يجب أن تعطي حصة الحج الأولوية لأولئك الملزمين بأداء الحج على أساس قدراتهم المالية. بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الحج، ليست هناك حاجة لأداء فريضة الحج”.
في السابق، حدد صندوق الحج الماليزي خمسة عوامل تؤثر على تكاليف الحج، وهي التضخم، وأسعار صرف العملات، والضرائب، وتحسين جودة الخدمة، والتنمية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ونُقل عن رئيس مجلس إدارة الصندوق الماليزي قوله إن المؤسسة المالية ستواصل بذل كل جهد لتقديم مساعدة مالية مستهدفة لحجاج موسم الحج 1445هـ / 2024، وخاصة أولئك من فئة محدودي الدخل والدخل المتوسط..
بالنسبة لموسم الحج لهذا العام، أنفق الصندوق ما مجموعه 265 مليون رنجت ماليزي لمساعدة الأشخاص المحتاجين والمؤهلين لأداء فريضة الحج.
إندونيسيا تخفض دعمها للحج
إلى جانب ماليزيا، تقدم إندونيسيا أيضًا مساعدة مالية للحج، حيث يحتاج مواطنوها فقط إلى دفع جزء من تكلفة أداء فريضة الحج بينما تغطي الحكومة الباقي.
ونُقل في وقت سابق عن الوزير المنسق للتنمية البشرية والثقافة الإندونيسي، مهاجر أفندي، قوله إن الزيادة في تكاليف الحج أمر لا مفر منه بسبب الوضع الاقتصادي الحالي، واقترح تنفيذ زيادة التكلفة على مراحل حتى لا تثقل كاهل الحجاج.
وقال صبحان شوليد، مدير خدمات الحج الخارجية بوزارة الشؤون الدينية الإندونيسية، إن الحكومة حددت رسوم الحج عند مبلغ 49.812 مليون روبية للشخص الواحد لموسم الحج هذا العام.
أما بالنسبة لدعم الحج، فقد خصصت إندونيسيا دعما بنسبة 55.3 في المائة هذا العام، مقارنة بـ 59.21 في المائة العام الماضي. وقال إن ذلك تم لضمان استدامة المساعدة مالية للحج.
وأفادت التقارير أن إندونيسيا رفعت رسوم الحج بأكثر من 70 بالمائة هذا العام حيث تأثرت أيضًا بالتحديات السائدة، مما يدل على أن زيادة الأسعار ترجع إلى عوامل خارجة عن إرادتها.
يغطي ارتفاع التكلفة
واعترافًا بأنه ليس من السهل قبول حقيقة الزيادة في تكاليف الحج، قال كلية الاقتصاد بجامعة العلوم الإسلامية الماليزية والمحاضر الأول في المعاملات، محمد إكمل هشام قمر الدين، إنها ليست ظاهرة غير عادية أو جديدة.
وقال إن تكاليف الحج ترتفع سنويًا ولكن لم يكن الكثيرون على علم بها لأنها كانت “غير ظاهرة” نتيجة مساعدات الحج المالية التي تم تقديمها لجميع الحجاج، حتى شرع صندوق الحج الماليزي في تنفيذ خطة المساعدة المالية الموجهة.
وكان الصندوق يتحمل أكثر من نصف التكلفة الإجمالية، وفقا له.
مضيفا “بدأ الحجاج يلاحظون الزيادة في التكلفة بعد أن أعادت الحكومة هيكلة المساعدة المالية للحج على أساس فئات الدخل وبدأ الحجاج في التشكيك في ارتفاع الأسعار على الرغم من أنه لم يكن شيئًا جديدًا.”
لكن الزيادة في رسوم الحج تتوافق مع جودة الخدمات والتسهيلات المقدمة للحجاج. وعلى هذا النحو، ينبغي عليهم أن يكونوا على دراية بالتكلفة الحالية لأداء فريضة الحج.
ومع ذلك، رأى أنه يجب على الصندوق الماليزي اختيار الحجاج المحتملين بعناية بناءً على قدرتهم على تغطية تكلفة أداء الحج.
وهذا يتماشى مع منهج مقاصد الشريعة الذي يؤكد وجوب أداء الحج لمن هو قادر عليه بما في ذلك المقدرة المالية.
وقال “إذا لم يتم إصلاح مبادرة المساعدة المالية للحج، فلن يؤدي ذلك إلى إرهاق الحكومة فحسب، بل سيؤدي أيضًا إلى مفاهيم خاطئة بين الجمهور فيما يتعلق بالتكلفة الفعلية لأداء الحج”.
الاحتفاظ بالدعم المستهدف
وفي الوقت نفسه، قال المحاضر في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة بنديديكان سلطان إدريس، الدكتور أحمد ذاكر الله محمد شعراني، إن خطة المساعدة المالية الموجهة للحجاج له ما يبرره لأنه يُنظر إليه على أنه وسيلة لضمان استدامة عمليات صندوق الحج الماليزي.
وقال إن الصندوق غير قادر على تقديم المساعدة المالية لجميع الحجاج الذين يطمحون إلى أداء فريضة الحج، نظرا للزيادة السنوية في تكاليف الحج.
وأضاف أن الحجاج الذين يختارون رحلات الحج الخاصة لا يتأثرون بشكل كبير بارتفاع الأسعار حيث أن لديهم الموارد المالية لتغطية تكلفة الحج كاملة.