ذكرت وكالة “بلومبرغ” الأميركية، أمس الخميس، أنّ بعض كبار حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يقتربون من مدار الصين وروسيا، ما يزيد تعقيد الجغرافيا السياسية التي “انقلبت رأساً على عقب” بسبب حرب أوكرانيا.
وأوردت الوكالة أنّ انضمام السعودية والإمارات ومصر إلى مجموعة “بريكس” للأسواق الناشئة الرئيسية هو خطوة “تُعدّ جزءاً من حملة يقودها زعماء دول البريكس لزيادة نفوذ المجموعة ومواجهة قوة الولايات المتحدة على الاقتصاد والتجارة العالميين، وخصوصاً دور الدولار الأميركي”.
وبحسب قولها، تشير هذه الخطوة أيضاً إلى “تصميم السعودية والإمارات ومصر على تعزيز مكانتها كقوى متوسطة الحجم مع تجنب الانحياز إلى أي طرف في عالم منقسم بشكلٍ متزايد بين واشنطن وبكين”.
وتابعت “بلومبرغ”: “في حين أنّ السعودية وروسيا تتمتعان بالفعل بصوت قوي في الإمدادات العالمية من النفط من خلال تحالف أوبك+”، فإنّ تطوير “بريكس” يركز بشكل أكبر على هيمنة الدولار الأميركي في تجارة النفط.
ولفتت إلى أنّ الصين ودول “بريكس” الأخرى كانت قد أعربت عن رغبتها في شراء الطاقة بعملات أخرى، ولكن أي تحرك لتحويل نظام البترودولار القائم منذ فترة طويلة “سيكون معقداً”.
ونقلت الوكالة عن محللين قولهم: “من دون استخدام واسع النطاق للديون غير الدولارية، من المرجح أن يكون هناك تقدّم لمدة عقد من الزمن نحو عالم متعدد الأقطاب؛ عالم ربما يصبح فيه الدولار واليورو والرنمينبي العملات المهيمنة في الأميركتين وأوروبا وآسيا على التوالي”.
ووفق “بلومبرغ”، يوفر الانضمام إلى مجموعة “بريكس” للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة “الفرصة والمرونة” للاعتماد بشكل أقل على الدولار إذا لزم الأمر.
وقال المحلل الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توربيورن سولتفيدت: “إنهم يمهدون الطريق للتخطيط للطوارئ في حالة تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة بشكل كبير”.
يُشار إلى أنّ 6 دول انضمّت أمس الخميس كأعضاء كاملي العضوية إلى مجموعة “بريكس”، هي الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات.
بدوره، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ مجموعة “بريكس” تخطط لإنشاء نظام دفع مالي بديل، مشيراً إلى أنّ المجموعة لن تكون مرتبطة بالدولار والين واليورو.
والأربعاء، أعلن قادة قمة “بريكس” في اجتماعها الثاني وقوفهم بحزم ضدّ الهيمنة والاستعمار الجديد.