المصدر: The Sun Daily
تواصلت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان مساء أمس الثلاثاء لتدخل يومها الرابع، رغم هدنة بوساطة دولية كان يفترض أن يلتزم بها الطرفان لمدة 24 ساعة اعتباراً من المساء لكنّهما لم يفعلا بدليل استمرار دويّ الانفجارات وأزيز الرصاص ولا سيّما في الخرطوم.
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت على تويتر صباح أمس الثلاثاء “الموافقة” على مقترح دولي بالتزام هدنة إنسانية لـ24 ساعة اعتباراً من عصر الثلاثاء الساعة 16:00 ت غ، لكنّ الجيش قال في تغريدة إنّه “لا علم له” بأيّ هدنة.
ومساء الثلاثاء أكّد الجيش في بيان أنّه تمّ عرض مقترح هدنة من أطراف دولية لمدة 24 ساعة للنواحي الإنسانية وافقت عليها القوات المسلّحة، إلا أنّ مليشيا التمرّد لم تلتزم بها ولم تتوقف مناوشاتهم” ولا سيّما في محيط القيادة العامة للقوات المسلّحة ومطار الخرطوم.
ونفّذت وحدات الجيش طلعات جوية لإسكات نيران مصفّحات قوات الدعم السريع في العاصمة.
وبعيد الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (16:00 تع) موعد بدء الهدنة، كانت أصوات تبادل إطلاق النار لا تزال تُسمع في أنحاء عدة من العاصمة حسب شهود عيان.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك لصحافيين أمس “حتى الآن يتواصل القتال في السودان بما في ذلك الخرطوم ومواقع أخرى مختلفة، لا يوجد مؤشر إلى تراجع حقيقي للقتال”.
ويشتدّ القتال بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب العام 2021 من جهة، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الجنرال محمد حمدان دقلو. وتشهد العاصمة خصوصا حالا من الفوضى رغم نداءات دولية ملحّة لوقف المعارك التي أوقعت حتى الآن قرابة 200 قتيل.
وقالت نقابة أطباء السودان إنّه تمّ قصف مستشفى الشعب بالطيران، موضحة أنّ القصف أصاب المبنى الإداري ومبنى الحوادث وصهريج المياه وسكن الممرضات بمستشفى ابن سينا الجامعي”.
وأضافت “تم الاعتداء على العديد من المرافق الصحية في العاصمة الخرطوم و الأقاليم وخروج بعضها من الخدمة وإغلاق البعض الآخر”.
وأفاد شهود بأنّ شاحنات تحمل مدافع مضادّة للطائرات، تتمركز في مناطق سكنية في الخرطوم، تمّ تزويدها بذخائر جديدة أمس.
ولم تؤت النداءات الدولية إلى وقف القتال ثمارها، تماماً كما حصل مع كلّ الاتصالات الدبلوماسية التي أجريت بطرفي النزاع منذ اندلاعه.
مساءً أوردت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن وزير الخارجية فيصل بن فرحان تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، مشيرة إلى أن الجانبين أكدا “أهمية وقف التصعيد العسكري وإنهاء العنف، وتهدئة التوترات، مع ضرورة حماية المدنيين السودانيين ومواطني الدول الأخرى”.
كان وزير الخارجية الأميركي أكد أنّه أجرى محادثات مع الجنرالَين السودانيَين وشدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
كما أكّد بلينكن تعرّض موكب دبلوماسي أميركي في السودان لإطلاق نار يوم الاثنين من دون إصابات، في ما وصفه بالعمل “المتهور”.
في واقعة منفصلة، تعرّض سفير الاتّحاد الأوروبي في السودان لاعتداء في منزله في الخرطوم يوم الاثنين، وفق ما أعلن مسؤول الشؤون الخارجية لدى التكتل جوزيب بوريل، فيما أكدت ناطقة لفرانس برس أن الدبلوماسي “على ما يرام”.
وحمّل الناطق باسم الجيش السوداني في بيان على فيسبوك قوات الدعم السريع مسؤولية الاعتداءات على الدبلوماسيين، مؤكّداً أنّ القوات المسلّحة تعمل على تأمين مقار إقامتهم منعاً لوقوع اعتداءات جديدة.
و في نيويورك، قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توما غرينفيلد ستكون هناك محاسبة، ولا بدّ من ذلك، لأيّ طرف بما في ذلك الجيش واللاعبون السياسيون الذين يحاولون تأجيل التقدم نحو الديموقراطية في السودان أو تعطيله”.
ذعر
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية الأطراف المتنازعين إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وأكّد رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فريد أيوار أنّه “لدينا سيارات إسعاف وأفراد قادرون على تقديم الإسعافات الأولية والدعم النفسي والاجتماعي، لكن هذا لن يكون ممكناً إلا بضمان الممرّات الإنسانية”.