المصدر: New Straits Times
البلد: 🇲🇾 ماليزيا
اليوم: الجمعة 17 مارس 2023
الرابط: https://bit.ly/3lniZs6
كانت إيران تحاول منذ عامين استعادة العلاقات مع منافستها المملكة العربية السعودية، وهي قوة عربية، حرصا على إنهاء عزلتها السياسية والاقتصادية.
وصرح مسؤولان إيرانيان لرويترز بأن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي نفد صبره في سبتمبر الماضي على بطء وتيرة المحادثات الثنائية واستدعى فريقه لمناقشة سبل تسريع العملية التي قادت إلى مشاركة الصين.
وأدى الدور السري لبكين الذي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي إلى خلخلة الديناميكيات في الشرق الأوسط، حيث كانت الولايات المتحدة الوسيط الرئيسي لعقود متتالية مستعرضة قوتها الأمنية والدبلوماسية.
وصرح مصدر مقرب من خامنئي بأن إيران اختارت مسؤول الأمن القومي الإيراني علي شمخاني لقيادة المفاوضات لأنه من أصل عربي.
وقال الدبلوماسي الإيراني المشارك في المحادثات “أظهر الصينيون استعدادهم لمساعدة طهران والرياض على تضييق الفجوات والتغلب على القضايا العالقة خلال المحادثات في عمان والعراق”.
وأضاف “الصين كانت الخيار الأفضل بالنظر إلى افتقار إيران للثقة تجاه واشنطن وعلاقات بكين الودية مع السعودية وإيران. كما ستستفيد الصين من هدوء الشرق الأوسط بالنظر إلى احتياجاتها من الطاقة”.
وصرح الدبلوماسي الصيني المشارك في المحادثات وانج دي ردا على سؤال عما إذا كان الاتفاق السعودي الإيراني قد ينتكس، بأن التقارب ينطوي على عملية طويلة دون توقعات بحل جميع القضايا بين عشية وضحاها.
وأعلن يانغ ليو مراسل وكالة أنباء شينخوا على تويتر “الشيء المهم هو أن يتحلى الجانبان بالصدق لتحسين العلاقات.”
وقد قطعت السعودية العلاقات مع إيران في 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران خلال خلاف بين البلدين بشأن إعدام الرياض لرجل دين شيعي بارز. وقد هدد العداء بين القوتين الاستقرار في الشرق الأوسط وغذى الصراعات الإقليمية بما في ذلك في اليمن وسوريا ولبنان.
وأعلن مسؤول سعودي إن السعودية أهم حليف عربي لواشنطن، بدأت في استكشاف سبل لفتح حوار مع الجمهورية الإسلامية قبل عامين في العراق وعمان.
قاد ذلك إلى لحظة حرجة في ديسمبر، عندما زار الرئيس الصيني شي جين بينغ الرياض. وفي لقاء ثنائي مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أعرب الرئيس الصيني عن رغبته في التوسط في الحوار بين السعودية وإيران.
وتابع “رحب ولي العهد بذلك ووعد بإرسال ملخص جولات الحوار السابقة إلى الجانب الصيني، وخطة حول ما نفكر فيه حول كيفية استئناف هذه المحادثات”.
وأضاف أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي زار بكين في فبراير، وأحال الصينيون مقترحات الرياض التي قبلها الجانب الإيراني.
وقال مسؤول إيراني إن الاتفاق غطى مجموعة من القضايا من المخاوف الأمنية إلى القضايا الاقتصادية والسياسية.
وتابع “لن أخوض في التفاصيل لكننا اتفقنا على أن أيا من البلدين لن يكون مصدرا لعدم الاستقرار بالنسبة للبلد الآخر. ستستخدم إيران نفوذها في المنطقة وخاصة في اليمن لمساعدة أمن الرياض”.
وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن الاستثمارات السعودية في إيران يمكن أن تحدث الآن بسرعة.
يذكر أنه في عام 2019 ألقت المملكة باللوم على إيران في الهجمات على منشآتها النفطية التي أوقفت نصف إمداداتها، ونفت إيران حينئذ تورطها. وكانت قد أعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن الهجمات.
وقد تم إبرام الصفقة بعد انقطاع دبلوماسي دام سبع سنوات، وهذا يعني تحسين الأمن بالنسبة للسعودية.