المصدر: the Sun Daily New Straits Times the Malaysian Insight
https://www.nst.com.my/world/world/2023/03/888019/iran-saudi-restore-ties-major-step-middle-east
https://www.themalaysianinsight.com/s/432381
اتفقت إيران والسعودية يوم الجمعة على استئناف العلاقات بعد قطيعة استمرت سنوات وهددت الاستقرار والأمن في الخليج وساعدت في تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط من اليمن إلى سوريا.
وجاء الإعلان عن الاتفاق الذي توسطت فيه الصين بعد محادثات لم يعلن عنها من قبل استمرت أربعة أيام في بكين بين كبار مسؤولي الأمن من البلدين.
وذكر بيان صادر عن إيران والسعودية والصين أن طهران والرياض اتفقتا “على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران”. وأضاف “الاتفاق يتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
وقطعت السعودية العلاقات مع إيران في 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران في أثناء خلاف بين البلدين بشأن إعدام الرياض رجل دين شيعيا.
حملت السعودية إيران المسؤولية في السنوات القليلة الماضية عن هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة على منشآت نفطية بالمملكة في 2019، وكذلك هجمات على ناقلات في مياه الخليج. ونفت إيران الاتهامات.
وكثيرا ما نفذت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة عبر الحدود على السعودية التي تقود تحالفا يقاتل الحوثيين، وفي 2022 اتسع نطاق الضربات إلى الإمارات.
وقع اتفاق يوم الجمعة كل من علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ومساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن الوطني السعودي، واتفق خلاله البلدان على إعادة تفعيل اتفاقية للتعاون الأمني تعود لعام 2001، بالإضافة إلى اتفاقية أخرى سابقة للتجارة والاقتصاد والاستثمار.
ووصف وانغ يي كبير الدبلوماسيين الصينيين الاتفاق بأنه انتصار للحوار والسلام، مضيفا أن بكين ستواصل لعب دور بناء في تسوية القضايا العالمية الصعبة.
وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي يوم الجمعة أن السعودية أبقت واشنطن على اطلاع بشأن محادثاتها مع إيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية لكن الولايات المتحدة لم تشارك فيها بصورة مباشرة.
وأوضح أن واشنطن أيدت هذه العملية باعتبار أنها تسعى لإنهاء الحرب في اليمن.
وقال “لا يتعلق الأمر بالصين. ندعم أي جهود من شأنها تخفيف حدة التوترات في المنطقة. نعتقد أن هذا في مصلحتنا، وهو شيء عملنا عليه من خلال مزيجنا الفعال من الردع والدبلوماسية”.
توترت العلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عهد بعيد بين السعودية والولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس جو بايدن بسبب سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان والحرب في اليمن وفي الآونة الأخيرة بسبب علاقاتها مع روسيا وسياسة أوبك+ بشأن إنتاج النفط.
وفي المقابل، سلطت الزيارة رفيعة المستوى التي قام بها الرئيس شي جين بينغ للسعودية قبل ثلاثة أشهر الضوء على العلاقات المتنامية للمملكة مع الصين.
وجاء إعلان الاتفاق في نفس اليوم الذي فاز فيه شي بفترة رئاسية ثالثة وسط مجموعة من التحديات.
تحرك في الاتجاه الصحيح
ظل البلدان على خلاف على مدى سنوات ودعما أطرافا متصارعة في حروب بالوكالة في اليمن وسوريا وغيرهما.
ويقول محللون إن الجانبين سيستفيدان من تقلص التصعيد في ظل سعي إيران لتقويض الجهود الأمريكية لعزلها في المنطقة ومحاولة السعودية التركيز على التنمية الاقتصادية.
ورحبت الإمارات وسلطنة عمان وقطر والبحرين والعراق ومصر والكويت وتركيا باستئناف العلاقات السعودية الإيرانية.
وقال كريستيان كوتس أولريشسن أستاذ العلوم السياسية في معهد بيكر بجامعة رايس في الولايات المتحدة “تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي ليس في مصلحة السعودية أو الإيرانية حاليا”.
وأضاف “معالجة الصين لهذا الأمر في وقت أصبح فيه موقف الولايات المتحدة تجاه إيران أكثر تشددا ينقل رسالة قوية في حد ذاته”.
وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير الخارجية السعودي، في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، إن الرياض “تفضل الحلول السياسية والحوار” وتحرص على توطيد هذا في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن تطبيع العلاقات يوفر آفاقا كبيرة لكلا البلدين وللشرق الأوسط، مشيرا إلى إمكانية اتخاذ خطوات أخرى.
وكتب أمير عبد اللهيان على تويتر “السياسة مع دول الجوار، كونها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة الإيرانية، تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح والجهاز الدبلوماسي يعمل بنشاط للتحضير لمزيد من الخطوات على الصعيد الإقليمي”.
وقال مسؤول إيراني كبير إن معالجة التوتر مع السعودية صار أولوية قصوى لطهران في الأشهر القليلة الماضية، وستساعد في دفع المحادثات المستمرة منذ فترة طويلة بشأن برنامج إيران النووي.