أكتوبر 5, 2024
أخبار الشرق الأوسط في ماليزيا

مدير المفوضية لدى آسيا والمحيط الهادئ: قطر لعبت دورا محوريا بتوفير المساعدات الإنسانية للاجئين 

المصدر: Bernama

الرابط: https://www.bernama.com/ar/news.php?id=2162943

أكد السيد إندريكا راتواتي مدير منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن جهود دولة قطر لا ترتبط بالعمل الإنساني فقط، إنما بدعوتها المستمرة إلى مناصرة المبادئ الإنسانية خلال الحوار، بجانب مباحثاتها الإستراتيجية في كيفية تخفيف التصعيد والمساعدة في حل الأمور المعقدة، لافتا إلى أن تلك الإسهامات تشكل أهمية كبيرة للمفوضية، لكون قطر دولة رائدة في منطقة الخليج، وتخطى تأثيرها الجغرافيا الخليجية.

وقال السيد إندريكا راتواتي، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، إن دولة قطر لعبت دورا هاما ومحوريا لم يكن مرتبطا بتوفر المساعدات الإنسانية فقط، بل كان دورها حاضرا على المستوى السياسي من خلال تفعيل الحوار وإيجاد المساحات للمشاورات وتشجيعها لمنهج أصحاب المصلحة لحلحلة المشكلات المعقدة، لإيمانها العميق بأهمية الحوار الجاد، لافتا إلى أن قطر تعد عضوا في المجموعة الأساسية للدول الأعضاء للدعم الاستراتيجي لأفغانستان مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بالإشارة إلى أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حصلت على دعم من دولة قطر ممثلة في الجهات الحكومية والمنظمات الخيرية قامت بإدارة برامج ضخمة في باكستان وبنجلاديش.

وعن المشاريع التي يحتاجها اللاجئون لتحقيق مستوى معيشي لائق جزئيا، ذكر المسؤول الأممي أن المشروعات الرئيسية ترتبط بالمساعدات المعنية بالأمن الغذائي، والمسكن، والمياه النظيفة والتي تعد من المساعدات اليومية، موضحا أن الجزء الأكثر أهمية يتمثل اليوم بالتعليم واكتساب المهارات وسبل العيش، لا سيما أن اللاجئين وتحديدا فئة الشباب تحتاج إلى تلك المهارات، مما يشكل الاستثمار في التعليم واكساب المهارات أولوية كبيرة لتطوير الثروة البشرية من اللاجئين الشباب خلال تواجدهم في الدول المستضيفة والمساهمة في تنميتها، وعند عودتهم إلى وطنهم الأم يمكنهم أيضا المساهمة في إنمائه.

وحول المشاكل والعقبات التي تواجهها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نوه السيد إندريكا راتواتي، بأن العقبات الموجودة أمامهم اليوم مرتبطة بتقديم الدعم إلى الدول المضيفة وتقديم المساعدة للاجئين مما تحمل بعض العبء مع الدول المضيفة، مشيرا إلى أن المشكلة الثانية ترتبط بالمجتمع الدولي ومدى سعيه على إيجاد حلول لكيفية مساعدة اللاجئين.

ولفت إلى أن أثر جائحة كورونا (كوفيد-19) على الاقتصاد العالمي والدول المستضيفة كان كبيرا في دول آسيا والمحيط الهادئ وعدد من الدول، مما أدى لتضخم مفرط، وانخفاض في قيمة العملة، وانعدام الأمن الغذائي، وارتفاع أسعار الطاقة، وأزمات في سلاسل التوريد والتي تراكمت كنتيجة للجائحة، وأكد أن التحدي الأكبر الذي يواجه المفوضية هذا العام يتمثل بكيفية توفير الرعاية والدعم العاجل للاجئين الموجودين في الدول المضيفة، ودعم الدول المضيفة والمجتمعات المضيفة التي تواجه تحديات جمة لرعاية الملايين من اللاجئين، مما يترتب علينا توفير التضامن والدعم اليومي للاجئين والمجتمعات المضيفة بشكل يومي.

وفي هذا السياق، أفاد مدير منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأن التحدي الثاني يرتبط اليوم بعملية توفير الاستثمار متوسط وطويل الأجل في التعليم واكتساب المهارات للتأكد من أن الشباب يتلقون الدعم الملائم، مضيفا أن التحدي الأكبر يتمثل بالحل الجذري لأساس المشكلة، وخاصة أن اللاجئين يريدون العودة إلى بلدانهم وأن ينعموا بالسلام والاستقرار فيها، مما تعمل المفوضية مع الدول المضيفة والدول الأم للاجئين ودول المنطقة والمجتمع الدولي ككل لمحاولة إيجاد وتشجيع الدول على الحوار والدبلوماسية وإيجاد الحلول التي غالبا ما تنضوي على الدبلوماسية، مقدرا الدور الكبير الذي تلعبه دولة قطر منذ سنوات طويلة على تشجيع الحوار من أجل تحقيق السلام والاستقرار وتقديم الدعم للاجئين.

وكشف السيد إندريكا راتواتي، عن بعض البرامج التي تستهدف الأطفال المتسربين من المدارس وخاصة التعليم الابتدائي الذي له أهمية قصوى إضافة إلى المرحلة الثانوية، لافتا إلى إن هناك شراكة وطيدة مع مؤسسة التعليم فوق الجميع وصندوق قطر للتنمية والحكومة القطرية التي كان لها الأثر المباشر على التعليم الأساسي، منوها بأن البرامج التعليمية لهؤلاء الأطفال المتسربين لها أهمية كبيرة، ولذلك تم التركيز على اكتساب تلك الفئة المهارات وتحديدا الفتيات والمراهقات لإكسابهن سبل العيش الكريم.

وأشار إلى أن دولة قطر لديها برنامج لتعليم أطفال الروهينجا اللاجئين بماليزيا، لكون هؤلاء الأطفال لا يستطيعون الوصول إلى التعليم في المدارس الماليزية، وبالتالي هناك العديد من الشركاء والداعمين الآخرين الذين يقومون بعمل أكثر من رائع لأطفال الروهينجا اللاجئين في ماليزيا، مبينا أن الطرق المثلى لتقييم تلك البرامج التي تم تقديمها تكمن بمشاهدة أثرها الحقيقي على أرض الواقع، لطالما عندما تم الحديث مع الشباب الذين كانوا جزءا من تلك البرامج وجدنا حجم الفائدة التي تلقوها من البرامج.

وفي هذا الإطار، أفاد بأن دولة قطر لديها برامج لتمكين هؤلاء الداعمين من الوصول إلى جميع الأطفال اللاجئين، التي لولاها لم يكن لهؤلاء الأطفال الفرصة للوصول إلى التعليم واكتساب المهارات على مختلف مراحلهم العمرية، مشيرا إلى أن برنامج مؤسسة التعليم فوق الجميع والبرامج الفرعية المنضوية تحتها ساعدت على مدار سنوات عدة اللاجئين الأفغان الذين اكتسبوا الأثر الإيجابي وبعض المهارات واستطاعوا تطوير أنفسهم، مما يشكل ذلك نجاحا حقيقيا لتلك الاستثمارات.

وقال: “إن الاستثمار في زيادة فرص الحصول على التعليم واكتساب المهارات والحصول على المساعدة يعد أمرا في غاية الأهمية، وخاصة أنه في بنجلاديش اليوم لاجئي الروهينجا الذين يقيمون في أكبر مخيم للاجئين على مستوى العالم، لكونه يضم أكثر من 800,000 شخص، مما يستدعي إلى المزيد من الاستثمار خصوصا في اكتساب المهارات وطرق كسب العيش حيث إن أكثر من 65 بالمئة من السكان هم من الشباب الذين ليس لديهم فرصة، ولا مهارات، ولا تعليم وبالتالي نحن نستنزف الجيل القادم، بالإشارة إلى أن الاستثمار الأمثل يتم عبر استهداف تلك الفئة بالبرامج التي تعمل على تنمية مهاراتهم وإعطائهم التعليم المناسب”.

كما أشار إلى أن هناك بلدان استقبلت لاجئين ولم توقع على معاهدة اللاجئين مثل بنجلاديش التي منحت حق اللجوء للروهينجا في مناسبات عدة خلال السنوات الماضية، إضافة إلى أن باكستان التي لم توقع أيضا على معاهدة اللاجئين، ولكنها تحتضن أكثر من أربعة ملايين لاجئ أفغاني وجنسيات أخرى منذ أكثر من أربعين عاما، إضافة إلى تايلاند التي تستضيف العديد من اللاجئين منذ أكثر من عشرين أو ثلاثين عاما.

ونوه بأن أكبر البلدان المستضيفة للاجئين الأفغان جاءت باكستان التي تستضيف الملايين من اللاجئين إضافة لإيران، كاشفا عن تسرب ملايين الأطفال من التعليم في باكستان، مما يحتم ذلك دعم مجتمعات الدول المستضيفة واللاجئين في تلك الدول حتى يشعر مجتمع الدولة المستضيفة أنهم لا يتحملون العبء وحدهم، بل هناك من يمد لهم يد العون.

وفي نهاية حواره مع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، أشاد السيد إندريكا راتواتي، مدير منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بجهود دولة قطر المميزة باستضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وخاصة أن جوهر الرياضة يكمن اليوم باحتضان التنوع، وعلى الرغم من الاختلاف والتحديات فكانت هناك أرض مشتركة تجمعنا لنعمل سويا تحت مفهوم التضامن والتسامح والشمول، وهذا ما تم تحقيقه في النسخة النهائية من المونديال.

Related posts

محادثات "أمريكية – قطرية" لتعزيز الشراكة الأمنية الإستراتيجية

Sama Post

الصحفي مهدي حسن يشيد بموقف أنور إبراهيم من القضية الفلسطينية 

Sama Post

أمريكا تفتح الطريق نحو رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب

Sama Post

البرلمان العربي يدين المجزرة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي الانقلابية في محافظة مأرب اليمنية

Sama Post

مليشيا الحوثي الإرهابية تخطف خمس نساء في محافظة البيضاء

Sama Post

عودة العرض الفني في دبي تعكس الوضع الطبيعي الجديد

Sama Post