المصدر: the Star الرابط: https://www.thestar.com.my/news/world/2022/10/06/in-an-empty-kitchen-yemeni-family-struggles-with-hunger
في المطبخ الخالي بمنزلها في صنعاء تستعد أم زكريا الشرعبي للمواجهة الصعبة والتحدي اليومي.. إعداد وجبة لإطعام 18 فردا تتألف منهم عائلتها الضخمة.
تقول وهي تشير إلى موقد فارغ “لم نتناول الغداء للآن”. وفي ركن من أركان المطبخ، تقبع حقيبة خبز وبعض الأواني، لا شيء فيها سوى قليل من التوابل، بقايا الطعام الوحيدة في البيت.
وتضيف “هذا حالنا في كل يوم… لا شيء في المطبخ، لا شيء”.
ودمر الصراع، الذي بدأ قبل ثماني سنوات عندما سيطر الحوثيون على صنعاء، الاقتصاد وأصبح الملايين في أنحاء اليمن يواجهون صعوبات في الحصول على قوتهم وقوت أسرهم.
وتمدد الصراع بعد أن شن تحالف بقيادة السعودية ضربات جوية على الحوثيين.
وأتاحت الهدنة التي تم الاتفاق عليها في أبريل نيسان فترة راحة قصيرة لكن الأمم المتحدة تقول إن عدد الأسر التي لا تحصل على ما يكفيها من الطعام ما زال في زيادة منذ ذلك الحين. وانتهت الهدنة يوم الاثنين دون اتفاق على تمديد آخر.
وتقول حماتها وتدعى أم هاني التي تعيش معها في نفس المنزل في وسط صنعاء، إن مستوى معيشتهم كان متواضعا قبل الحرب لكنهم كانوا يعيشون حياة مقبولة يضمنها راتب زوجها من وظيفته في وزارة التعليم والمال الذي كانت تكسبه من عملها في خدمة بعض المنازل.
أضافت “كان وضعنا جيدا. كنت أعمل لدى عائلة بشكل مستمر وكان ابني يعمل… وشقيقه أيضا”.
ومضت قائلة “في الوقت الحالي، أقسم أننا لا نستطيع شراء الطحين (الدقيق).. انظر إلى المطبخ وفي كل مكان. حتى الطحين غير موجود لدينا، ولا الأرز… لدينا القليل من الخبز الذي أحضرته حالا من المخبز. سنأكله بصلصة الطماطم أو أي شيء متاح”.
تتكرر قصة كفاح عائلة الشرعبي في جميع أنحاء اليمن، سواء في المناطق المأهولة الرئيسية مثل صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون المتحالفون مع إيران، وبقية البلاد التي تسيطر عليها القوات المدعومة من التحالف بقيادة السعودية.
وتعرض كلا الجانبين لضغوط دولية للتوصل إلى اتفاق سلام.
وتقول الأمم المتحدة إن 19 مليون شخص أي 60 بالمئة من السكان يعانون مما تسميه المنظمة انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يعرض نقص الغذاء حياة الناس ومصادر أرزاقهم للخطر.
وتلبي المساعدات من الدول المانحة نصف احتياجات البلاد، بحسب برنامج الأغذية العالمي الذي يدير في اليمن أكبر عملية نفذها في أي مكان على الإطلاق، حيث يوفر الطحين والبقول والزيت والسكر وقسائم الطعام.
وتواصل العائلات مثل الشرعبي الكفاح. فالبعض يبيعون الممتلكات أو الميراث العائلي، ويبيعون حتى الأراضي. وآخرون يحصلون على مساعدات من الجيران والأقارب في الخارج.
وقال ريتشارد راجان، ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن، “إن قدرة الشعب اليمني على التكيف هائلة في هذا الوقت من الصراع..(إنهم) يفعلون أقصى ما يمكن أن يفعله إنسان في وقت الأزمات. لكن هذا ليس بالأمر الهين. أعتقد أن الكثير من الناس في البلاد على حافة الانهيار”.
ورغم أن الهدنة خففت حدة العنف، قال راجان إن برنامج الأغذية العالمي لا يزال يعمل على تجديد مخزوناته ومعالجة تأثيرات نقص الوقود. وأضاف “عندما تطعم ما يقرب من 20 مليون شخص على أساس مستمر، يكون من الصعب للغاية التحكم في سير العملية”.
وفي النصف الثاني من العام، ارتفع عدد الأشخاص الذين اعتُبر انعدام الأمن الغذائي بالنسبة لهم حالة طارئة بمقدار الربع إلى 7.14 مليون بينما قفز عدد الأشخاص الذين صنفوا “في وضع كارثي” بمقدار خمسة أمثال إلى 161 ألفا، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وقال نبيل القدسي المسؤل الاعلامي لمشروع التغذية المدرسية والإغاثة الإنسانية وهو شريك منفذ لبرنامج الغذاء العالمي “التحدي الأكبر في توزيع هذه المساعدة أن المساعدات كانت لا تفي بأعداد المحتاجين الذين يزدادون يوما بعد يوم خاصة مع ظروف الحرب في البلد ما بالكم الآن طبعا بعد ثماني سنوات من الحرب”. ويقوم المشروع الذي يديره الحوثيون بتسليم المساعدات الغذائية لثلاثة ملايين شخص في 12 من أصل 21 محافظة يمنية.
وفي حي الجراف بشمال صنعاء، تعيش أمل حسن وزوجها وأطفالها الثلاثة في غرفة واحدة صغيرة انتقلوا إليها بعد أن أصبح إيجار سكنهم السابق مرتفعا للغاية.
تتنقل أمل للعمل في خدمة المنازل في عدة أحياء من العاصمة، وتنفق معظم دخلها على التنقلات وتدخر ما بين 1000 إلى 2000 ريال (1.7 إلى 3.4 دولار) في كل مرة.
وتبحث عن منزل بإيجار يسير، لكنها تقول إن وقتها مشحون بالقلق والتفكير الدائم في طعام أسرتها.