المصدر: New Straits Times & the Sun Daily
الرابط: https://www.nst.com.my/business/2022/10/837749/opec-angers-us-major-oil-output-cut
https://www.thesundaily.my/home/opec-angers-washington-with-huge-production-cut-LL9926940
وافقت دول تحالف “أوبك بلس” الذي يضم دول منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين من خارجها بينهم روسيا، خلال اجتماعها الأربعاء في فيينا، على قرار بخفض كبير في الإنتاج بمقدار مليوني برميل في اليوم اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني، حسب الوفد الإيراني. وردا على هذه الخطوة، اعتبر البيت الأبيض الأمريكي أن “أوبك بلاس تقف إلى جانب روسيا”، وقال إن الرئيس بايدن “يشعر بخيبة أمل من القرار “القصير النظر”.
اتخذت دول تحالف “أوبك بلس” خلال اجتماعها الأربعاء في فيينا قرارا بخفض حصص إنتاج النفط بشكل كبير، لدعم الأسعار المتضررة من مخاوف حصول انكماش، وفق ما أفاد عضو في الوفد الإيراني.
في هذا الإطار، قال أمير حسين زماني نيا ممثل ايران في الكارتل عند خروجه من اللقاء إن ممثلي الدول الأعضاء الـ13 في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاءهم العشرة اتفقوا على خفض بمقدار “مليوني” برميل في اليوم اعتبارا من شهر نوفمبر.
انتقادات أمريكية لاذعة
في المقابل، اعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار في تصريح بأن “من الواضح أنه عبر قرارها اليوم، فإن أوبك بلاس تقف إلى جانب روسيا”، وذلك بعدما قرر تحالف منتجي النفط خفض إنتاجه في شكل كبير. وقالت وهي على متن الطائرة التي تقل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى فلوريدا لمعاينة الأضرار التي خلفها الإعصار إيان، إن هذا القرار “يشكل خطأ”.
كما أفاد بيان صادر عن البيت الأبيض بأن بايدن “يشعر بخيبة أمل من قرار أوبك بلاس القصير النظر” والقاضي بخفض إنتاجه النفطي بشكل كبير. وجاء في البيان الذي وقعه مستشار الأمن القومي جايك سوليفان وكبير المستشارين الاقتصاديين بريان ديس، بأن خفض الإنتاج سيضر بالدول “التي تعاني أصلا” من ارتفاع الأسعار بينما “يتعامل الاقتصاد العالمي مع استمرار التأثير السلبي” للهجوم الروسي على أوكرانيا.
وتابع البيان بأن بايدن سيأمر بخفض احتياطي النفط الأمريكي الاستراتيجي، ومن المقرر طرح 10 ملايين برميل في السوق الشهر المقبل في محاولة للحد من ارتفاع الأسعار.
ويحد قرار التخفيضات في إنتاج النفط من الإمدادات في سوق تواجه في الأصل شحا، رغم ضغوط من الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي نادت بضخ المزيد. كما قد يؤدي إلى تعافي الأسعار التي تدنت إلى نحو 90 دولارا بعد أن كانت بلغت قبل ثلاثة أشهر 120 دولارا، جراء مخاوف من ركود اقتصادي عالمي ورفع أسعار الفائدة الأمريكية وارتفاع الدولار.
كما ذكر مصدر مطلع بأن الولايات المتحدة تضغط على منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) حتى لا تمضي في خفض الإنتاج وتقول إن أساسيات السوق لا تدعم الخفض. كما أفادت مصادر بأنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت التخفيضات قد تشمل تخفيضات طوعية إضافية من قبل أعضاء مثل السعودية أو ما إذا كانت قد تتضمن النقص القائم فعلا في إنتاج الدول المنتجة.
وجاء إنتاج “أوبك+” في أغسطس/آب دون المستهدف بنحو 3.6 مليون برميل يوميا.
وكان محللو “سيتي جروب” قالوا في مذكرة: “إذا ارتفعت أسعار النفط بفعل تخفيضات كبيرة في الإنتاج، فمن المرجح أن يثير ذلك غضب إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن قبل انتخابات التجديد النصفي الأمريكية”. وأضافوا “قد يكون هناك مزيد من ردود الفعل السياسية من جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك سحب إضافي من المخزونات الاستراتيجية”.
كما توقع جيه.بي مورجان أن تتخذ واشنطن إجراءات مضادة عن طريق الإفراج عن المزيد من الكميات من المخزونات.
وتقول السعودية وأعضاء آخرون في التحالف الذي يضم دول أوبك ومنتجين من خارجها بينهم روسيا، إنهم يسعون لمنع التقلبات وليس استهداف سعر معين للنفط.
حرب الطاقة
ويتهم الغرب روسيا باستغلال الطاقة كسلاح، وخلق أزمة في أوروبا قد تضطر معها إلى تقنين الغاز والكهرباء هذا الشتاء. في المقابل تتهم موسكو الغرب باتخاذ الدولار والأنظمة المالية مثل سويفت سلاحا ردا على إرسال روسيا قوات إلى أوكرانيا في فبراير. ومن الأسباب الذي تجعل واشنطن ترغب في أسعار نفط منخفضة هو سعيها لحرمان موسكو من عائدات بيع النفط.
وفيما لم تستنكر السعودية تصرفات موسكو، باتت العلاقات متوترة بين المملكة وإدارة بايدن، الذي زار الرياض هذا العام لكنه فشل في الحصول على أي التزامات تعاون مؤكدة في مجال الطاقة.
من جانبه، صرح وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي للصحافيين: “القرار سيكون فنيا، وليس سياسيا”. مضيفا: “لن نحولها لمنظمة سياسية”، موضحا أن المخاوف من حدوث ركود عالمي ستكون من بين الموضوعات الرئيسية المطروحة على طاولة النقاش.
وقال وزير النفط الكويتي بالوكالة محمد الفارس الأربعاء إن قرار “أوبك بلاس” بخفض الإنتاج ستكون له انعكاسات إيجابية على أسواق النفط. واعتبر أن القرار يجعلهم أمام مسؤولية كبيرة إزاء متابعة تطورات السوق في حال زيادة المعروض أو كميات الإنتاج، وأن “أوبك بلاس” تعمل على خدمة الاقتصاد العالمي وليس تهديده.
وجرى تداول خام برنت القياسي العالمي على استقرار الأربعاء عند 92 دولارا للبرميل، بعد ارتفاعه الثلاثاء.