المصدر: the Star الرابط: https://www.thestar.com.my/news/world/2022/08/03/explainer-with-yemen-truce-renewed-what-are-the-prospects-of-peace
اتفقت الأطراف المتحاربة في اليمن على تمديد هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة لمدة شهرين بهدف وضع حد إلى صراع أودى بحياة عشرات الآلاف وأثار أزمة إنسانية كبيرة.
كيف بدأت حرب اليمن ولماذا تعتبر الهدنة مهمة وهل يمكن تحويلها إلى عملية سلام أوسع نطاقا؟
- كيف بدأت الحرب؟
بدأت الحرب أواخر عام 2014 عندما سقطت العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين، وهي حركة متحالفة مع إيران تنتمي إلى الطائفة الزيدية الشيعية ومركز قوتها في شمال اليمن.
وخوفا من تنامي نفوذ إيران الشيعية على طول حدودها، تدخلت السعودية السنية على رأس تحالف مدعوم من الغرب في مارس آذار 2015 لمساندة الحكومة المدعومة من الرياض.
وفرض الحوثيون سيطرتهم على جزء كبير من الشمال والمراكز السكانية الكبيرة الأخرى، بينما اتخذت الحكومة المعترف بها دوليا من عدن مقرا لها.
- كيف تحققت الهدنة؟
اتفق الطرفان على هدنة لمدة شهرين في أبريل نيسان برعاية الأمم المتحدة وبعد جهود دولية مكثفة في أعقاب تصعيد العمليات العسكرية في اليمن واتساع نطاق ضربات الحوثيين على السعودية والإمارات.
وأصبح اليمن بؤرة خلاف بين المملكة والولايات المتحدة تحت إدارة جو بايدن الذي أوقف الدعم الأمريكي لعمليات التحالف الهجومية.
وكانت الرياض تسعى بالفعل للخروج من حرب كانت في حالة جمود عسكري منذ سنوات قبل أن يتقدم الحوثيون في مأرب الغنية بالطاقة وفي شبوة حيث تصدت لهم قوات يمنية مدعومة من الإمارات.
ويُنظر إلى الصراع أيضا على أنه ورقة مساومة في أيدي إيران التي بدأت معها السعودية محادثات مباشرة العام الماضي.
وسمحت شروط اتفاق الهدنة، التي بدأ سريانها في يونيو حزيران، بوصول بعض شحنات الوقود إلى ميناء الحديدة لتخفيف النقص الحاد في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بالإضافة إلى تسيير بعض الرحلات الجوية التجارية من صنعاء.
وانطلقت محادثات موازية لإعادة فتح الطرق الرئيسية في تعز، التي ما زالت فعليا تحت حصار من الحوثيين، لكنها متعثرة في الوقت الراهن.
- لماذا يعد التمديد مهما؟
عزا المبعوث الخاص للأمم المتحدة الفضل إلى الهدنة في تحقيق أطول فترة هدوء نسبي في اليمن منذ أكثر من سبع سنوات وكذلك في انخفاض كبير في عدد الضحايا المدنيين.
وتقول جماعات الإغاثة إن تسيير الرحلات الجوية من صنعاء سمح لأكثر من ثمانية آلاف يمني بالحصول على الرعاية الطبية ومواصلة الدراسة بالخارج ومتابعة الأعمال التجارية. كما ساعد الحصول على كميات أكبر من الوقود في الحفاظ على سير الخدمات العامة.
وزادت الهدنة أيضا من توزيع المساعدات الإنسانية في بلد يحتاج فيه أكثر من 17 مليون شخص إلى إعانات غذائية.
وتسعى الأمم المتحدة لتمديد الهدنة وتوسيع نطاقها لتمهيد الطريق أمام اتخاذ مزيد من إجراءات بناء الثقة وعقد المناقشات حول الأولويات الاقتصادية مثل الإيرادات والرواتب وإقرار وقف دائم لإطلاق النار.
والهدف النهائي هو المضي قدما باتجاه الاتفاق على تسوية سياسية تنهي الصراع بشكل شامل.
- ما هي احتمالات إحراز تقدم سياسي؟
سيكون تحويل الهدنة إلى اتفاق سياسي مهمة شاقة بسبب انعدام الثقة بين الأطراف والأجندات المختلفة للفصائل اليمنية التي لا تعد ولا تحصى. وحتى داخل التحالف المناهض للحوثيين، هناك عدة مجموعات تتنافس على السلطة، من بينهم الانفصاليون الجنوبيون المدعومون من الإمارات والذين يريدون الانفصال عن الشمال.
وقال بيتر سالزبري من منظمة (كرايسز جروب) “بالنظر إلى أن أطراف النزاع لديهم أفكار مختلفة للغاية حول الشكل الذي قد تبدو عليه عملية السلام، فسوف يكون من الصعب الانتقال من الهدنة إلى المحادثات”.
وقال إنه من أجل بناء الثقة، ستحتاج الأمم المتحدة إلى إحراز تقدم في إعادة فتح الطرق في مدينة تعز وما حولها والتفاوض على دفع الرواتب على مستوى البلاد.
- ما هي مخاطر مزيد من القتال؟
تقول الأمم المتحدة إن كلا الجانبين رصدا انتهاكات مزعومة للهدنة وتعزيزات على الخطوط الأمامية الرئيسية.
وقال عمرو البيض من المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، وهو جزء من التحالف المناهض للحوثيين، إن الأطراف تستعد بحذر لأعمال قتالية جديدة حتى مع تمديد الهدنة.
وقال سالزبري إن اليمن بحاجة إلى عملية سياسية تخلق مساحة أمام حوار متعدد الأطراف وطويل الأمد.
وأضاف “لكن النتيجة الأكثر ترجيحا هي ضغط دولي كبير نحو اتفاق سلام يلبي احتياجات الحوثيين والسعوديين، لكنه يترك معظم الجماعات اليمنية الأخرى مهمشة وغاضبة، وهذه أرض خصبة لتجدد الصراع”.
وتريد الرياض التركيز على الطموحات الاقتصادية وتحسين العلاقات مع واشنطن. وقالت مصادر إن إدارة بايدن تناقش إمكانية استئناف المبيعات الأمريكية للأسلحة الهجومية للرياض، لكن أي قرار نهائي سيتوقف على ضمان التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.