ديسمبر 22, 2024
أخبار السعودية في ماليزيا

زمزم .. قصة بئر لا تنضب ولا تمل العطاء تروي لتروى

المصدر: Bernama الرابط: https://www.bernama.com/ar/news.php?id=2069022

 

نتشرف بنشر مقالة مختارة “زمزم .. قصة بئر لا تنضب ولا تمل العطاء تروي لتروى” والتي نشرتها وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي عبر صفحتها الرسمية الإلكترونية اليوم، الثلاثاء.

 

زمزم ذاك البئر الذي بدأ بدعوة الخليل إبراهيم ونَبع بهمزة عقب جبريل، وسقاية للمعتمرين والحجيج، وشفاء لكل سقيم، زمزم خير ماء في الأرض وفي أطهر بقاعها نبع، اصطفاه الإله الكريم ليكون جاراً للبيت العتيق وزاد لكل قاصد له، آية من آيات الله البينات ومعجزة تستحق الشكر.

 

أول خروجه نجدةٌ لهاجر وإسماعيل عليهما السلام بعدما أجهدهما العطش، وزاد بكاء رضيعها فانفجر الماء ليُخمد روعهما، فهم في وادي لا زرع فيه ولا بشر، ولما رأت خروجه أسرعت مقبلة إليه خائفة من نفاده، فقامت بجمعه وتقول (زم زم ) أي تجمّع بلغتها السريانية ولو لم تجمعه لكان نهراً معينا، فلم يخيب الله دعوة خليله حين قال ﴿رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.

 

فكان زمزم أول ثمرة من ثمار دعوة إبراهيم، فنعم المغيث والناجد والمؤنس، فأحيا الله به مكة بعدما كانت قاحلة، وأسكن فيها الناس بعدما كانت لا يسكنها أحد، فأي ماء ينال شرفاً كما شُرِف، فهو بحق سيد المياه كلها، إنه الكثير نفعه المنعدم ضره المديد عمره الحلو طعمه المستساغ شربه قد جمع من الكمال كله، ومن الشرف أعلاه، ومن الطهر أنقاه، فكأنه من الفردوس نبعه ومن الشهد طعمه ومن اللؤلؤ لمعه وشربه مُنى للأنام وغايتهم.

 

لم ينضب منذ أكثر من 5000 آلاف عام فمنذ القدم يُعطي زائريه مائه السلسبيل الطهور والماء الوحيد الذي تهوي إليه النفوس وتشتاق لرشفات منه، أطلق الناس عليه قديماً أحسن الأسماء لشرفه وعلو مكانته (كطيبة وشباعة وبرة وبركة وعافية) قال ﷺ (إنها مباركة، إنها طعام طعم، وشفاء سقم) فهو مباركٌ مُزكىً ولنا في عمره خير دليل، وطعام يغني عن الطعام فعن أبي ذر رضي الله عنه أنه أقام بمكة شهراً لا قوت له إلا زمزم. وشفاء للأسقام فقد كان ﷺ يحمله ويصبه على المرضى ويسقيهم، فهو ماء لما شُرب له.

 

تغنى به الشعراء وألف به العلماء وشُبه به العظماء، فمنه ارتشف أطهر الخلق وغُسل به قلبه أكثر من مرة فنعم الغسول والمغسول، رُبط به السؤدد، وتنافس الناس في شربه وقد قال العباس رضي الله عنه (تنافس الناس في زمن الجاهلية حتى كان أهل العيال يفدون بعيالهم فيشربون فيكون صبوحاً لهم شرب أول النهار وقد كنا نعدَها عوناً على العيال وكانت تسمى زمزم في الجاهلية (شباعة)، فهنيئاً لماء شرفه الله تعالى ليعتلي أعلى درجات الكمال فكما قيل عنه يقوي القلب ويسكَن الروع.

 

وقد عني بالبئر قديمًا وحديثًا من حيث البناء والترميم والصيانة من الخلفاء والأمراء، فكان أول من شيد لها قبة الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور عام 145 هـ وعمل الرخام على زمزم وفرش أرضها، وفي عهد أبو عبد الله محمد المهدي سُقفت حجرة زمزم بالساج وكسا القبة بالفسيفساء واستمرت العناية بالبئر والحرص عليها.

 

خُلاصة الجهود

وخلاصة هذه الجهود المباركة تُوَزع يوميًا قرابة 16 ألف حافظة ثابتة على الأرض ويعاد تعبئتها ثلاث مرات، وتغسيل وتعقيم وتجهيز 3000 حافظة وتوزيع المياه لأكثر من ثلاثمائة موقع في المسجد النبوي، وتسخير الأدوات والمعدات لخدمات السقيا من مراكز التبريد والعربات المخصصة للنقل، وتوزيع عبوات زمزم مع تجهيز حقائبها ويبلغ عددها ثلاثمائة ألف عبوة زمزم يوميًا و 120حقيبة محمولة على الظهر و15 عربة متحركة ولكل عربة طاقة بحمل 900 عبوة، و80 علبة للحقيبة الواحدة، وتجهيز عربات لذوي الاحتياجات الخاصة لتسهيل شرب زمزم لهم من الحافظات الثابتة.

 

وجميع هذه الجهود يعمل بها 350 فردًا و70 عربة لتوزيع حافظات زمزم و10 مقطورات لنقل الماء للساحات و7 عربات كهربائية لتوزيع الماء داخل أروقة المسجد النبوي.

 

جهودٌ تؤكد تأصيل العناية وشرف الخدمة على مدى قرون، من كرمٍ متوارث إلى حامليه وبقصة ابتدأت بنبع ماء وما زالت تُروى حتى تروي القلوب والنفوس بعذب السيرة والمسيرة .

 

Related posts

نائب رئيس الوزراء الإيطالي يحث "لا سكالا" على تجاهل المال السعودي

Sama Post

الثلوج تغطي منطقة تبوك بالسعودية

Sama Post

مصادرة منتجات ألبان وتونة دخلت ماليزيا قادمة من السعودية

Sama Post

تقرير: صادرات إيران للسعودية تشهد نموًا سريعًا في 2022 وسط انفراج

Sama Post

وكالة: إيران والسعودية ستتفاوضان لتسيير رحلات جوية مباشرة بينهما 

Sama Post

السلطات السعودية توقف عدداً ممن لا يحملون تصاريح الحج

Sama Post