المصدر: the Star الرابط: https://www.thestar.com.my/tech/tech-news/2021/12/14/young-arabs-swipe-to-fintech-as-saving-investing-takes-off
في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، وفي ظل المصاعب الاقتصادية التي تسبب بها وباء كوفيد-19، يسجل توجّه أكبر من الشباب العربي نحو استعمال التقنيات المالية الحديثة، أو “فينتك”، لإدارة نفقاتهم من ناحية الادخار والاستثمار.
قبل أن تنتقل ميار عكرمة (29 عاما) من لبنان الى الإمارات، كانت مقتنعة أن عليها أن تعمل كثيرا وأن تحصل على راتب عال لكي تتمكن من أن تعيش بمستوى جيد.
وتقول المستشارة الإدارية التي يعاني بلدها منذ 2019 من أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة وسط نضوب السيولة بالدولار وانخفاض قيمة العملة “هذا ما كنا نؤمن به وتربينا عليه على الأقل”. اليوم، انضمت عكرمة الى عدد متزايد من الشباب العرب الذين يلجأون إلى أدوات التكنولوجيا المالية لمساعدتهم على إدارة أموالهم بطريقة ذكية.
وقد أصبح بإمكانها تحديد مدّخراتها بنقرة واحدة، معتمدة على نسب مئوية ورسوم بيانية تفسّر لها عمليات الإنفاق التي تقوم بها، بفضل تطبيق إلكتروني.
وتوضح “يحسب التطبيق مدخراتك ويقدم لك وسائل مختلفة للاستثمار”. فعندما يصبح في إمكان المرء إدارة ميزانيته بشكل أوضح، يصبح الادخار أسهل. ويقدّم التطبيق نصائح أو يدله على اسهم الشركات أو السلع التي يمكنه الاستثمار فيها، ولو بمبالغ محددة.
إقبال متزايد
ويشير تقرير للبنك الدولي بعنوان “الادخار من أجل الشيخوخة” لعام 2016، إلى أنّ سبعة في المئة فقط من البالغين في المنطقة التي تقطنها مجتمعات شابة وتسجّل معدّلات بطالة عالية، يدّخرون للتقاعد، وهو المعدل الأدنى في الاقتصادات العالمية.
واليوم، يشهد قطاع التكنولوجيا المالية ازدهارًا في الشرق الأوسط، وفقًا لمعهد ميلكين، مركز الأبحاث المتخصص.
ويقدّر المعهد بأنّ 465 شركة تمويل تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في المنطقة ستدر أكثر من ملياري دولار (حوالى 1,78 مليار يورو) بحلول عام 2022، مقابل 30 شركة في عام 2017 وما يقرب من 80 مليون دولار.
وبحسب شركة “أس أند بي” الاستشارية، فإنّ هذا النمو سيتزايد خصوصا في دول الخليج حيث يرتفع طلب الزبائن على الخدمات المصرفية الرقمية، وفقًا لتقرير عام 2019.
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة “ثروة” للاستشارات المالية في دبي مارك شهوان “سلكنا نحن العرب الطريق الصعب لتحقيق الثروات”، مضيفا “نعتقد أن دخلنا هو ما سيجعلنا أغنياء بدلا من رأسمالنا”.
ومنذ فترة طويلة، قدمت معظم دول الخليج العربي الغنية بالنفط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، أكبر مصدّر للخام في العالم، رواتب تقاعدية للمواطنين بدعم من الحكومة.
لكن مسؤولين سعوديين حذّروا، وفق وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية، من أن هذا النظام غير مستدام، في وقت تحاول الرياض تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.