المصدر: the Star الرابط: https://www.thestar.com.my/news/world/2021/11/24/exclusive-uae-holds-talks-with-taliban-to-run-kabul-airport—foreign-diplomats
قالت أربعة مصادر مطلعة إن دولة الإمارات أجرت محادثات مع حركة طالبان لإدارة مطار كابول في خطوة تتعارض مع مساعي دولة قطر فيما يمثل نزاعا دبلوماسيا على النفوذ لدى حكام أفغانستان الجدد.
وقال الدبلوماسيون الأجانب الأربعة الذي يعملون في منطقة الخليج لرويترز إن مسؤولين من الإمارات أجروا سلسلة من المباحثات مع الحركة في الأسابيع الأخيرة لبحث تشغيل المطار الذي يمثل همزة الوصل الجوية الرئيسية بين أفغانستان، التي لا تطل على أي بحار، والعالم الخارجي.
وتبرهن المحادثات على مدى سعي دول لكسب نفوذ في أفغانستان تحت حكم طالبان في وقت لا تزال فيه الحركة الإسلامية المتشددة منبوذة إلى حد كبير على الصعيد الدولي ولا تعترف أي دولة رسميا بحكومتها.
وقال الدبلوماسيون الذي طلبوا عدم نشر أسمائهم لحساسية الموضوع إن الإمارات تحرص على التصدي للنفوذ الدبلوماسي الذي تتمتع به قطر في أفغانستان.
ويقدم القطريون مع تركيا المساعدة في إدارة مطار حامد كرزاي الدولي وذلك بعد أن لعبت الدوحة دورا رئيسيا في جهود الإجلاء في أعقاب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان الذي تسبب في حالة من الفوضى في أغسطس آب الماضي. وسبق أن أبدى الجانب القطري استعداده لتولي تشغيل المطار.
لكن الدبلوماسيون قالوا إن حركة طالبان لم تبرم اتفاقا رسميا مع قطر.
وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإماراتية إن الإمارات التي سبق أن أدارت مطار كابول خلال فترة حكم الجمهورية الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة “لا تزال ملتزمة باستمرار المساعدة في التشغيل” لضمان سهولة استخدام المطار في الأغراض الإنسانية والمرور الآمن.
وقد ساعدت أبوظبي أيضا في جهود الإجلاء الأخيرة.
ولم ترد حركة طالبان ولا السلطات القطرية على طلبات للتعليق.
وقال اثنان من الدبلوماسيين إن حركة طالبان سعت أيضا للحصول على مساعدة مالية من الإمارات لكنهما أضافا أنه لم يتضح ما إذا كان ذلك مرتبطا بمباحثات المطار.
ولم يرد المسؤول بوزارة الخارجية الإماراتية، سالم الزعبي مدير التعاون الأمني الدولي، على سؤال عما إذا كانت الإمارات تدرس تقديم مساعدة مالية لطالبان.
استخبارات المطار
قال الدبلوماسيون الأربعة إن أحد المسائل الرئيسية التي لا يزال يتعين تسويتها بين طالبان والطرف الذي يحتمل أن يتولى تشغيل المطار هو من سيتولى مهمة الأمن في الموقع.
وتقول طالبان إنها لا تريد قوات أجنبية في البلاد في أعقاب عودتها للسلطة بعد حرب على مدار 20 عاما.
ومع ذلك قال الدبلوماسيون إن قوات قطرية خاصة تتولى في الوقت الحالي توفير الأمن داخل حرم المطار في حين تتولى قوات خاصة من طالبان القيام بدوريات خارجه.
وحتى الآن ترفض الدول الاعتراف رسميا بحكومة طالبان وتتهم الحركة بالتراجع عن وعودها بدعم حقوق المرأة والأقليات.
غير أن المسؤولين القطريين حثوا على مزيد من التواصل الدولي مع طالبان لمنع أفغانستان الفقيرة من الانزلاق إلى أزمة إنسانية. كما أعربت دول خليجية عن قلقها من أن يسمح الانسحاب الأمريكي لتنظيم القاعدة باستعادة موطيء قدم في أفغانستان.
وفي حين أن الفائدة التجارية لا تذكر للطرف الذي سيتولى تشغيل المطار، فقد قال الدبلوماسيون الأربعة إنه يمثل مصدرا تشتد الحاجة إليه للاستخبارات فيما يتعلق بحركة الدخول إلى البلاد والخروج منها.
وقال الدبلوماسيون إن دولا كثيرة تفتقر إلى المعلومات الآنية منذ الانسحاب.
تنافس إقليمي
توترت العلاقات بين قطر والإمارات منذ سنوات بفعل تنافس البلدين على النفوذ الإقليمي.
وقاطعت الإمارات والسعودية وحلفاء لهما قطر لأكثر من ثلاث سنوات وقطعت العلاقات السياسية والتجارية وروابط النقل والمواصلات معها واتهمت الدوحة بدعم الإرهاب. ونفت الدوحة هذه الاتهامات. وتمت تسوية الخلاف في يناير كانون الثاني الماضي.
ولفترة طويلة ظلت قطر بوابة إلى طالبان إذ استضافت الدوحة المكتب السياسي للحركة منذ 2013 وكذلك المفاوضات مع الولايات المتحدة في أوائل 2020 والتي أدت إلى الانسحاب.
وفي الأسبوع الماضي عزز المسؤولون القطريون وضعهم بتوقيع اتفاق لتمثيل المصالح الدبلوماسية الأمريكية في أفغانستان.
وقال اثنان من الدبلوماسيين إن الإمارات احتفظت بعلاقات مع طالبان أيضا. وأضافا أن الإمارات كانت مقر إقامة لبعض أعضاء الحركة في السنوات الأخيرة ومنهم محمد عباس ستانيكزاي الذي قالا إنه عاش في الشارقة مع أسرته منذ 2013 على الأقل.
وأصبح ستانيكزاي الآن نائبا لوزير الخارجية في إدارة طالبان.
ولم يرد الزعبي على أسئلة عن علاقة الإمارات بستانيكزاي. ولم ترد حركة طالبان على الفور على استفسارات عن إقامة ستانيكزاي في الإمارات.
وفي الشهر الجاري قالت طالبان إن الإمارات أعادت فتح سفارتها في كابول. ولم تعلق الإمارات على ذلك.