المصدر: Berita Harian & Malay Mail الرابط: https://www.malaymail.com/news/world/2021/10/31/saudi-iran-proxy-wars-play-out-in-embattled-lebanon/2017314
تتخطى الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وبيروت تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي حول الحرب في اليمن، لتعكس وفق محللين، صراعاً سعودياً إيرانياً يدفع ثمنه مجدداً لبنان الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية.
وتدعم القوتان الإقليميتان منذ عقود قوى سياسية محلية متخاصمة، لكن دعم السعودية الحليفة التقليدية للبنان، تراجع تدريجياً خلال السنوات الماضية، على خلفية تعاظم دور حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز المدعومة من طهران. وحملت الرياض على المسؤولين اللبنانيين، خصوصاً حلفاءها لا سيما رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، بسبب عدم تصديهم لهذا الدور.
يقول الباحث والأستاذ الجامعي كريم بيطار لوكالة فرانس برس “لا علاقة تذكر للتصعيد الأخير بما قاله وزير الإعلام قبل شهر من توليه منصبه. لكن أعتقد أن الأمر يتعلّق بشدّ الحبال السعودي الإيراني المستمر خلال السنوات القليلة الماضية”.
ويضيف “أعتقد أن قرداحي شكّل ذريعة لأمر كان في طور الإعداد لفترة طويلة وهو يرتبط بحقيقة أن لبنان ما زال إحدى ساحات القتال الأربع أو الخمس بين إيران والسعودية” الى جانب العراق واليمن وسوريا والبحرين.
رغم مسارعة الحكومة اللبنانية الى رفض تصريحات قرداحي وتأكيدها أنه “لا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقاً”، أمرت السعودية والإمارات الجمعة سفيري لبنان لديهما بالمغادرة خلال 48 ساعة وكذلك فعلت الكويت السبت.
ورفض قرداحي الاعتذار” عن “آرائه الشخصية”، في خطوة لاقت دعماً من حزب الله الذي أبدى رفضه “أي دعوة لإقالة الوزير أو دفعه إلى الاستقالة”.
وتشهد العلاقة السياسية بين لبنان والسعودية فتوراً منذ سنوات، على خلفية تعاظم دور حزب الله، الذي تعتبره الرياض منظمة “إرهابية” تنفذ سياسة إيران خصمها الإقليمي الأبرز.
وفي بيانها الجمعة، اعتبرت الخارجية السعودية أن “سيطرة حزب الله الإرهابي على قرار الدولة اللبنانية جعل من لبنان ساحة ومنطلقاً لتنفيذ مشاريع دول لا تضمر الخير للبنان وشعبه”.
ويأتي تصعيد السعودية تجاه لبنان، على وقع مباحثات منذ أشهر مع إيران، تهدف إلى تطبيع علاقتهما المقطوعة منذ أكثر من خمس سنوات وتخفيف حدة المواجهة بينهما في الشرق الأوسط.
والقوتان الإقليميتان على طرفي نقيض في معظم الملفّات الاقليمية خصوصاً النزاع في اليمن حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة، وتدعم طهران المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد.
وصعّد الحوثيون هجماتهم مؤخراً للسيطرة على مدينة مآرب الاستراتيجية القريبة من الحدود السعودية.
ويقول بيطار “يبدو أن السعوديين يمارسون ضغوطاً متزايدة على حلفائهم في لبنان (..) من أجل اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه حزب الله، وهو ما يدفع للتساؤل عما إذا كان ثمة محاولة في خضم المفاوضات بين السعوديين والإيرانيين للضغط على لبنان من أجل موازنة التنازلات المقدمة في اليمن”. ويضيف “عندما يتقاتل فيلان فإن العشب هو من يعاني. ولبنان مجدداً يشكل العشب الذي يعاني كلما اشتدت حدّة الحروب بالوكالة”.