المصدر: malay mail
البلد: ماليزيا
اليوم: 8-6-2021
خلقت البيانات الصحفية لوزير الشؤون الداخلية، واي بي داتوك سري حمزة زين الدين، في التاسع والعشرين من مايو الماضي والثالث من يونيو الجاري اعتقادًا بين الكثيرين بأن الحكومة قررت بدأ خطة لاعتقال وحبس المهاجرين ممن ليست لديهم وثائق (أو المهاجرين غير الشرعيين في مصطلح الحكومة) على نطاق واسع خلال فترة قصيرة من الوقت.
ونحن، من مختلف المنظمات التي وقعت على الالتماس، نرى إن المنهج الحالي للقبض على المهاجرين غير المسجلين وحبسهم في هذا الوقت يزيد من تعقيد جهود محاربة الجائحة بين الماليزيين بسبب:
1- لأن هذه العمليات ستهدد العمال الأجانب بغض النظر عن كونهم مسجلين أو غير مسجلين. ففي الواقع، هذه الممارسات ستسبب لهم تجنب أي تمثيل حكومي لكي يكونوا مخفيين. وبالتالي سيهزم ذلك جهود الحكومة في خلق مجتمع لديه حصانة القطيع في ماليزيا. إذ تتطلب حصانة القطيع تلقيح ما يصل إلى 80% من سكان البلاد، بما فيهم المهاجرين. والفشل في الوصول إلى هذه المرحلة من التلقيح سيؤخر من التعافي الاقتصادي للبلاد ويطيل أمد معاناة الناس.
2- هناك احتمالية قوية بإن اعتقال وحبس المهاجرين غير المسجلين في هذا الوقت قد يسفر عن خلق تجمعات جديدة لكوفيد-19 في مراكز اعتقال المهاجرين، مما يزيد من سرعة انتشار كوفيد-19 بين المهاجرين غير المسجلين ويؤثر على ضباط الهجرة وضباط الشرطة والعاملين في المحكمة (الذين يشاركون في مراقبة الحبس الاحتياطي) إلى جانب أسرهم. وهذه الاحتمالية يجب ويمكن تفاديها.
3- إدارة الهجرة ليس لديها القدرة على اعتقال وترحيل المهاجرين غير المسجلين البالغ عددهم من 2 إلى 3 ملايين شخص في ماليزيا. فوفقًا لسوهاكام، تظهر تقديرات الأول من يونيو عام 2020 إن مراكز اعتقال المهاجرين يمكنها فقط استيعاب 12530 محتجزًا قد تجاوزت طاقتها بملء ما يصل إلى 15163 شخص. إلى جانب ذلك، يعمل أكثر من 95% من المهاجرين غير المسجلين ويساهمون في الاقتصاد القومي. في الحقيقة، تتطلب الأنشطة الاقتصادية لبلدنا خدماتهم.
ربما يعتقد، ويبي داتوك سري حمزة زين الدين، أن إصراره في هذا الأمر سيساعد في التغلب على جائحة كوفيد-19. ولكن رغم ذلك فإن ويبي يجب أن يتذكر كل خطة فعل يُقدم عليها ينبغي أن تكون مبنية على هدف واضح ومنطقي وتحليل علمي. وحاليًا فإن منهج اعتقال وحبس المهاجرين غير الشرعيين سيضر بجهود الحكومة للسيطرة على انتشار كوفيد-19 في البلاد.
نحن نرجو بكل صدق أن يقدم السيد المحترم القضية في اجتماع مجلس الأمن القومي مما يمكن من تشكيل نهج أكثر مناسبة واندماجًا في التعامل مع المهاجرين غير المسجلين عند انتشار كوفيد-19. وفي هذه النقطة يجب أن نركز على أن هدفنا هو السيطرة على انتشار كوفيد-19 في بلدنا. وتصبح باقي الأهداف ثانوية، ويجب تأجيلها إذا كانت تتعارض مع الهدف الرئيسي وهو السيطرة والتغلب على انتشار كوفيد-19.
كل الشكر
تفضلوا بقبول فائق الاحترام.