المصدر: the star
تشير الزيارات الرسمية لرئيس الوزراء تان سري محي الدين ياسين إلى إندونيسيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والآن بروناي، خلال الأشهر القليلة الماضية، إلى الاعتراف والثقة التي منحتها الدول المضيفة لماليزيا.
تثبت الزيارات أيضًا أن رئيس وزرائنا لا يضيع الوقت في اتخاذ خطوات لتعزيز ثقة المستثمرين الأجانب في بلدنا أثناء الوباء.
ولأول مرة منذ تفشي الوباء، بدأ محي الدين زياراته الرسمية إلى إندونيسيا، تلتها السعودية والإمارات، وآخرها بروناي.
وكانت زيارته للسعودية التي استغرقت خمسة أيام تلبية لدعوة الملك سلمان عبد العزيز آل سعود التي تم تمديدها في أبريل من العام الماضي.
وأصبح أول رئيس حكومة أجنبي يتلقى دعوة من الملك سلمان للقيام بهذه الزيارة الرسمية.
تم تعزيز العلاقات الثنائية بين ماليزيا والسعودية والتي تشمل مجموعة واسعة من التعاون بما في ذلك التجارة والاستثمار والشؤون الإسلامية والتعليم والعديد من المجالات الأخرى، مع مستوى أكثر شمولية واستراتيجية من التعاون المتفق عليه بين كل من محي الدين ونظرائه السعوديين خلال الزيارة.
بعبارة أخرى، أنهى محي الدين زيارته إلى السعودية باهتمام كبير حيث شهد من بين أمور أخرى وضع 10 آلاف إضافية ضمن حصة الحج وتوقيع مذكرة تفاهم لتسهيل وتبسيط عملية التخليص المسبق لحجاج ماليزيا، ناهيك عن التعاون في مجالات جديدة مثل العلوم والتكنولوجيا التي اتفقوا عليها.
والأمر نفسه ينطبق على زيارته الرسمية التي استغرقت يومين إلى بروناي والتي شهدت رئيس وزرائنا باعتباره أول رئيس للحكومة تمت دعوته إلى هناك منذ تفشي الوباء.
وتأتي الزيارة بدعوة من سلطان بروناي السلطان حسن البلقية. وكلتا الزيارتين، وأنا متأكد من أنه سيكون هناك المزيد في المستقبل، تعكس مدى جدية حكومة التحالف الوطني في اتخاذ تدابير لتنشيط اقتصاد البلاد الذي تأثر بشدة بآثار الأزمة الصحية العالمية منذ أوائل العام الماضي.
وعلى الرغم من أن زيارته إلى إندونيسيا استغرقت أقل من 24 ساعة، إلا أنها كانت ناجحة بمحادثات بينه وبين الرئيس جوكو ويدودو تركزت على القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، بما في ذلك التجارة والاستثمار والعمالة والبيئة بالإضافة إلى الوباء ومحنة أصحاب الحيازات الصغيرة والصيادين.
إن سلسلة الزيارات الرسمية هذه بعد إطلاق برنامج التحصين الوطني لتغطية 80٪ من سكان بلدنا تثبت أيضًا أن الحكومة لن تتأخر في اتخاذ تدابير ملموسة لاستعادة ثقة المستثمرين، من الآن فصاعدًا، للمساعدة في تعافي اقتصادنا.
كل الأخبار السارة من الزيارات سوف تبشر بالخير بالتأكيد لمستثمرينا في الصناعة وكذلك المستثمرين المحليين، بالإضافة إلى المساعدة في تعزيز العلاقات الثنائية مع الشركاء الأجانب. ستساعد زيارة محي الدين إلى بروناي بشكل غير مباشر في تعزيز منطقة نمو شرق آسيا في بروناي – إندونيسيا – ماليزيا – الفلبين (BIMP-EAGA) والتي من بين أهدافها تسريع التنمية الاقتصادية في مجالات تركيز البلدان في التجارة والسياحة والاستثمار.
وفي الآونة الأخيرة، ورد أن الشركات الأوروبية والأمريكية صنفت ماليزيا على أنها ثاني أكثر دول جنوب شرق آسيا تفضيلًا لفرص تأسيس أو توسيع مصادرها أو بيعها أو عملياتها خلال الأشهر الستة إلى الاثني عشر القادمة، وفقًا لدراسة أجرتها شركة ستاندرد تشارترد.
وكشف ستاندرد تشارترد في التقرير الذي يحمل عنوان “أعمال بلا حدود” أن ماليزيا كانت من بين الوجهات المفضلة للاستثمار الأجنبي.
وقالت إن هذا يمكن أن يوفر فرصة لماليزيا لزيادة الاستثمار الأجنبي المحتمل من خلال زيادة الوعي بسهولة ممارسة الأعمال التجارية محليًا.
وأفادت هيئة تنمية الاستثمار الماليزية أن الاستثمار الأجنبي المباشر في بلدنا بلغ 64.2 مليار رنجت ماليزي في 2020.
وقالت ستاندرد تشارترد إن ماليزيا شكلت سوقًا هامًا للنمو للاستثمار في التكنولوجيا والخدمات المصرفية التجارية والمؤسسية.
هذه الثقة المتزايدة في ماليزيا تربط العالم بسهولة بماليزيا. الزيارات، بلا شك، دليل على أن الحكومة تعمل بشكل صحيح وبأفضل ما في وسعها لإعادة المستثمرين الأجانب إلى البلاد.