المصدر: sinar harian
قال سلطان ولاية بيراك، سلطان نازرين شاه، أن سوق رأس المال الإسلامي أثبتت مرونتها خلال جائحة كوفيد-19 وخلقت تأثيرًا كبيرًا على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم مع زيادة إصدار الصكوك العالمية في عام 2020.
وقال إنه تم إصدار ما مجموعه 172.1 مليار دولار من الصكوك العام الماضي، بزيادة 1.8 في المائة عن 2019، مضيفًا أن هناك زخمًا قويًا في سوق الصكوك الرئيسية خاصًة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020.
وقال: “تساعد هذه المسألة في تمويل حزمة التحفيز المقدمة لتقليل الأثر الاقتصادي للوباء”.
وقال في كلمته الافتتاحية في منتدى كوالالمبور السادس عشر للتمويل الإسلامي الذي عقد اليوم الثلاثاء: “أدى نمو العجز المالي إلى زيادة متطلبات التمويل”.
وقال سلطان نازرين أن إصدارات الصكوك تراجعت في الربع الرابع مع انخفاض كبير في إصدارات الصكوك الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي، خاصًة السعودية.
وهذا يعكس نجاح زيادة رأس المال التي تم إجراؤها في الربع السابق بالإضافة إلى الإجراءات الأخرى المتخذة لتقليل العجز.
على المستوى المحلي، استخدمت ماليزيا أيضًا مصدر التمويل هذا وجمعت 666 مليون رنجت ماليزي في أغسطس 2020 لمبادرات “6R” – العزم والمرونة وإعادة التشغيل والتعافي والتنشيط والإصلاح – استجابة للأزمة، على حد قوله.
وقال أنه من المقرر إصدار تمويل ثانِ لا يقل عن 100 مليون رنجت ماليزي لتمويل الأبحاث حول الأمراض المعدية، بما في ذلك تطوير اللقاح والعلاج والتشخيص.
وقال سلطان نازرين أن صناعة التمويل الإسلامي ككل سجلت تباطؤًا في عام 2020 في أعقاب الوباء مقارنة بنمو سريع بنسبة 13 في المائة في عام 2019، مع تكيف العديد من الدول الإسلامية أيضًا مع أسعار النفط المنخفضة تاريخيًا.
وأشار إلى أن معدل انتشار الخدمات المصرفية الإسلامية – أي النسبة المئوية للعملاء مع أي منتج مالي إسلامي – انخفض في عام 2020 لأول مرة منذ بدء القياس في عام 2015، وفقًا لمؤشرات من الإمارات العربية المتحدة.
وقال أن معدل اختراق السوق كان 47 في المائة فقط في ذلك الوقت، لكنه ارتفع بشكل جيد ليصل إلى 60 في المائة في عام 2019، قبل أن ينخفض إلى 58 في المائة في عام 2020.
وأضاف: “من بين التحديات الرئيسية التي تواجه البنوك الإسلامية تعرضها للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتمويل الأصغر وعملاء التجزئة، مقارنة بالمؤسسات المالية التقليدية:.
وقال أن “القطاع تأثر بشدة بالعقوبات الاقتصادية اللازمة لإدارة هذا الوباء”.
وفي تطور آخر، حث سلطان نازرين جميع أصحاب المصلحة في الأسواق المالية العالمية على العمل من أجل تعزيز ودفع مساهماتهم لدعم وإعادة تمكين مبادرة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs).
وقال إن تأثير كوفيد-19 على الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع العالمي كان مصدر قلق، كما أعاق الوباء تقدم بعض المؤشرات الرئيسية لأهداف التنمية المستدامة.
وأضاف: “تواجه مجموعات الأشخاص المتأثرين بالفعل فقرًا أسوأ بسبب العقوبات الاقتصادية التي تقلل من فرص العمل والدخل في القطاعات التي تشملهم. وهذا يعني أننا بحاجة إلى العمل بجدية أكبر لدعم وإعادة تفعيل مبادرات أهداف التنمية المستدامة. هذا الجهد ضروري ومهم وعلينا جميعًا القيام به بالإضافة إلى المساهمة بأي طريقة ممكنة”.
وقال سلطان نازرين أن التمويل الإسلامي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأهداف التنمية المستدامة ويمكن أن يلعب دورًا في تحقيق كل هذه الأهداف من خلال جانب الشمول المالي.
وقال أن إحدى الآليات المهمة لمعالجة الفقر تتمثل في توسيع فوائد الوساطة المالية لتشمل المزيد من المجتمعات.
ومع ذلك، من الناحية العملية، ظل الكثيرون خارج القطاع المصرفي الرسمي بسبب التكلفة العالية للوصول إلى الفئات ذات الدخل المنخفض وتقديم الخدمات المالية لهم، على حد قوله.
وبالتالي، يعتقد سلطان نازرين أن استخدام التكنولوجيا هو أفضل حل للجهود التي يمكن أن تقلل من الحاجة إلى الاتصال الجسدي وكذلك معالجة فجوة الاتصال مع الفئات ذات الدخل المنخفض التي كانت موجودة منذ فترة طويلة.
وقال: “هذا يمكن أن يسهم في الشمول المالي بشكل أكبر ويمكن لهذه الآلية القضاء على الفقر”.
وقال سلطان نازرين أن التكنولوجيا الذكية عززت أيضًا جوانب السرعة والدقة والشفافية وتتبع المعاملات إلى جانب القدرة على تعزيز سمات العملاء أو التنبؤ أو إمكانات الإسقاط واتخاذ القرار وقياس الأثر.
وقال أن جميع المعايير الجديدة التي تم تحقيقها في جميع هذه المجالات أصبحت سريعًا مطلبًا مهمًا في عالم التمويل النموذجي شديد التنافسية والمنظم بشكل صارم.
وقال سلطان نازرين أن المؤسسات المالية الإسلامية في وضع مناسب لتبني كل الأساليب المصرفية الجديدة.
وأضاف: “إن استخدام الخوارزميات الذكية وكذلك تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي يمكن أن تمكنهم من تقديم الخدمات لجميع شرائح المجتمع بشكل أكثر فعالية وبتكلفة أقل”.
وقال: “بهذه الطريقة، لن يكونوا قادرين على تحقيق أهدافهم كشركة فحسب، بل يمكنهم أيضًا المساهمة في المصلحة الأخلاقية لمساعدة المحتاجين”.