عادت ما يقرب من 12 ناشطة سعودية بارزة إلى المحكمة اليوم الأربعاء لمواجهة تهم تتعلق بعملهن في مجال حقوق الإنسان وتواصلهن مع صحفيين ودبلوماسيين أجانب، في قضية جلبت انتقادات الغرب لحليفهم الرئيسي في الشرق الأوسط، وذلك وفق ما أوردته الصحف الماليزية اليوم عن وكالة الأنباء رويترز.
وتم الإفراج مؤقتا عن ثلاث من الناشطات الأسبوع الماضي، وهن المدونة إيمان النفجان، والأكاديمية عزيزة اليوسف والداعية رقية المحارب، بشرط حضور الجلسات مستقبلية، وذلك بعد أن شوهدن يدخلن المحكمة اليوم.
وكان من المتوقع أن تنظر محكمة الجنايات بالرياض، في وقت سابق من هذا الأسبوع، في طلبات بشأن الإفراج المؤقت عن النساء الأخريات، لكن مصادر مطلعة على القضية قالت إن القرار قد تأجل إلى جلسة اليوم الأربعاء.
وبحسب التقرير، مُنع الدبلوماسيون ووسائل الإعلام الغربية، بما في ذلك رويترز، من حضور جلسات الاستماع.
جذبت المحاكمة، التي يشهد اليوم ثالث جلساتها، اهتماماً عالميا إلى سجل حقوق المملكة، والذي كان بالفعل تحت التدقيق بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي العام الماضي داخل قنصلية المملكة في اسطنبول.
ودعت أكثر من ثلاثين دولة، بما في ذلك جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28، وكندا وأستراليا، الرياض إلى إطلاق سراح الناشطات، كما أثار وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو هذه القضية خلال زياراتهم الأخيرة للرياض.
وذكر التقرير، أنه يُنظر إلى الإفراجات المؤقتة ونقل القضية لمحكمة الجنايات بدلاً من محكمة قضايا الإرهاب المشددة في اللحظة الأخيرة دون تفسير، على أنها إشارة إلى معالجة أكثر تساهلاً للقضية بعد شهور من الضغط من جانب الحكومات الغربية.
واعتقلت الناشطات قبل أسابيع من رفع الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات في المملكة المحافظة في يونيو الماضي، غير أنه تم اعتقال ما لا يقل عن خمسة رجال في نفس الحملة، رغم أن أيا منهم لا يخضع للمحاكمة حاليا.
وتقول منظمات حقوقية، إنه تم إطلاق سراح اثنين منهم، لكن وضع الآخرين غير واضح، لكن وفقا للصحيفة، فقد أخبرت بعض النساء المحكمة الأسبوع الماضي بأنهن تعرضن للتعذيب أثناء الاحتجاز، بما في ذلك الصعق بالكهرباء والجلد والاعتداء الجنسي، وهو ما نفاه النائب العام السعودي أكثر من مرة.
وختم التقرير، أنه تم اعتقال العشرات من الناشطين والمفكرين ورجال، الدين بشكل منفصل في العامين الماضيين في محاولة واضحة للقضاء على المعارضة للحكومة.