أولت كل الصحف الماليزية اهتماماً بالغاً لزيارة الأمير محمد بن سلمان، وما تم الإعلان عنه صباح اليوم من تأجيل الزيارة.
ففي صحيفة (بيريتا هاريان) الصادرة باللغة الماليزية، قال رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد إن الحكومة أُبلغت بتأجيل زيارة الأمير السعودي محمد بن سلمان إلى ماليزيا والتي كان مقرراً لها غداً، بدون تقديم أي سبب.
جاءت تصريحات رئيس الوزراء بعد ان ألقى كلمة رئيسية في حدث نظمته حركة التغيير في جنوب شرق اسيا (FORSEA) اليوم، وأضاف: “لا أعرف لماذا لن يأتي. هذه هي المعلومات التي أعرفها حتى الآن”.
وذكرت وكالات أنباء أجنبية أن محمد بن سلمان، الذي يشغل منصب رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في المملكة العربية السعودية أيضاً، يقوم بجولة في عدد من البلدان الآسيوية وبدء بزيارة إلى باكستان هذا الأسبوع.
ووفقاً للتقارير كان من المقرر أن يصل ولي العهد السعودي إلى كوالالمبور يوم الأحد في زيارة رسمية تستمر يومين قبل مواصلة زيارته لإندونيسيا يوم الاثنين ثم إلى الهند.
الزيارة كانت ستعتبر الأولى لماليزيا بعد تعيينه ولي عهد المملكة العربية السعودية في يونيو 2017.
من جانبها ذكرت وزارة الخارجية السعودية اليوم أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيؤجل زيارته لماليزيا وإندونيسيا خلال جولته في عدة دول آسيوية، حسبما ذكرت صحيفة (مالاي ميل) الماليزية.
وكان من المقرر أن يقوم الأمير بافتتاح مجمع التكرير والبتروكيماويات التابع لشركة (بنجرانج) للتكرير والبتروكيماويات في مدينة كوالا لمبور.
وقال وزير الخارجية داتو سيف الدين عبد الله لصحيفة (مالاي ميل): “نعم تم تأجيل زيارته إلى ماليزيا وإندونيسيا” دون مزيد من التفاصيل.
وفي الوقت ذاته، قال وزير الخارجية داتو سيف الدين عبدالله، إن وزير الشؤون الخارجية في المملكة العربية السعودية عادل الجبير اتصل الليلة الماضية لإبلاغه بالأمر.
وأوضح الوزير: “ولي عهد المملكة العربية السعودية يأسف لعدم تمكنه من القدوم إلى ماليزيا وإندونيسيا كما هو مقرر، تم تأجيل الزيارة إلى موعد يتم تحديده لاحقاً”.
وقال عبدالله: “إنهم -السعوديون- لم يقدموا أي سبب، لكن عادة في علاقاتنا الدبلوماسية لا نشكك في بعضنا ونفهم بعضنا البعض”.
وقالت الصحيفة إنه وفقاً لتقارير وسائل الإعلام، فإن الغرض من زيارة الأقارب السعوديين في ماليزيا هو مناقشة القضايا الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.
من ناحية أخرى، قال سيف الدين إن الرئيس الإندونيسي (جوكو ويدودو) أجل هو الآخر زيارته إلى ماليزيا المقررة في نهاية هذا الشهر حيث ينشغل حالياً بحملة انتخابية لمنصب الرئيس. لكن جوكوي أرسل رسالة إعتذار لرئيس الوزراء تون الدكتور مهاتير محمد، وذكر أن السبب في ذلك هو أنه يواجه موسم الحملات الانتخابية الرئاسية.
وقال إنه ينتظر موعدًا جديدًا لزيارة الزعيمين وأن ماليزيا ملتزمة بتعزيز العلاقات الجيدة مع المملكة العربية السعودية وإندونيسيا لتحقيق منافع متبادلة.
ونقلت بعض الصحف ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أمس من أن جولة ولي العهد في خمس دول آسيوية، هي الصين والهند وباكستان وإندونيسيا وماليزيا، كانت تهدُف إلى بناء تحالفات في المنطقة، وسط العلاقات المتردية المتزايدة مع الغرب بسبب مقتل المعارض السعودي والصحفي جمال خاشقجي، والحرب التي قادتها السعودية في اليمن والتي راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف شخص منذ عام 2015.
وسلطت الصحيفة الضوء على قضية خاشقجي قائلة: “بحسب ما ورد استنتجت المخابرات الأمريكية أن (CIA) في نوفمبر الماضي أن الأمير محمد، المعروف باسم MBS، أمر باغتيال الكاتب الصحفي في واشنطن بوست خاشقجي، والذي قيل إن عملاء سعوديين قتلوه في القنصلية السعودية في اسطنبول، في أكتوبر الماضي. وبحسب ما ورد نفت الرياض تورط الأمير.”
وكان بنك (أمانة للاستثمار) قد أخبر وكالة الأنباء الوطنية “برناما” أن زيارة الأمير محمد لماليزيا ستؤدي على الأرجح إلى زيادة الاستثمارات في مشروع بتروناس للتكرير والبتروكيماويات المتكاملة (RAPID) في بنجرانج، جوهور.