دعا بابا الفاتيكان فرانسيس لإنهاء الحروب في الشرق الأوسط، وذلك خلال الزيارة التاريخية الأولى لرئيس الكنيسة الكاثوليكية إلى مهد الإسلام – شبه الجزيرة العربية أمس الإثنين
وقال الإعلام الماليزي نقلاً عن وكالات الأنباء العالمية، إن فرانسيس جعل “التواصل مع المجتمعات الإسلامية” الهدف الأساسي لكلمته البابوية، في زيارة تاريخية إلى الإمارات العربية المتحدة تستغرق ثلاثة أيام.
ومن المقرر، أن يعقد اليوم الثلاثاء قداسًا لنحو 135 ألف من الكاثوليك، الذين يبلغ عددهم في الإمارات وحدها نحو مليون نسمة، وهو ما سيكون أكبر تجمع علني على الإطلاق في الدولة الخليجية.
وأجرى البابا محادثات في أبو ظبي أمس الاثنين مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، قبل أن يلقي خطابًا في اجتماع الأديان، وطالب خلاله بالعدالة والمساواة في حقوق المواطنين ووضع حد لجميع الحروب، بما في ذلك الحرب في اليمن.
تعتبر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية المجاورة حليفتين رئيسيتين للحكومة اليمنية، التي تخوض حربًا ضد المتمردين المدعومين من إيران، في حرب دفعت اليمن إلى حافة المجاعة.
وفي هذا الصدد قال البابا “على جميع الزعماء الدينيين. واجب رفض كلمة الحرب بشكل واضح”، وأضاف في اجتماع الأديان في حضور شيخ الأزهر وقادة الإمارات “أعني بشكل خاص الحرب في اليمن، سوريا، العراق وليبيا”.
وتواجه دولة اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، والتي نجمت عن تدخل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وحلفائها في حرب بين الحكومة والمتمردين الحوثيين، لتضع أكثر من 10 مليون يمني تحت خط الفقر والمجاعة الوشيكة.
الإمارات العربية المتحدة، التي تفخر بتنوعها الديني في الخليج، هي أيضًا من أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في كل من سوريا والعراق.
من جانب آخر، أكد الشيخ أحمد الطيب في خطابه أنه لا يجوز أبدًا استخدام الدين لتبرير العنف، ووقع هو والبابا على وثيقة تنص بأن الأزهر والفاتيكان سيعملان معاً لمحاربة التطرف.
في تلك الأثناء، منح ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أحد أقوى حكام الإمارات السبع، قطعة الأرض التي بنيت عليها أول كنيسة في الإمارات، للبابا فرانسيس بشخصه.
وفي حين أن البابا لم يتكلم في السياسة صراحةً، إلا أنه دعا إلى “الاعتراف الكامل” بحقوق الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط، الأمر الذي يرجع اشتماله الشيعة في المملكة العربية السعودية، واللاجئين والمهاجرين والأقليات الأخرى.
يُذكر أن منظمات حقوق الإنسان التي انتقدت الإمارات بسبب عدم تسامحها مع المعارضة، حثت البابا على إثارة قضية الناشط أحمد منصور الذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة عشر سنوات.