المصدر:New Straits Times الرابط: http://bit.ly/36IQRCR
تمثل قمة كوالالمبور 2019 أملا جديدا للتضامن الإسلامي والتكامل الاجتماعي والاقتصادي.
وستبذل ماليزيا وتركيا وباكستان وقطر وإيران جهودا جادة لتحقيق السلام الإقليمي المستدام من خلال الدبلوماسية التجارية.
يعتقد الخبراء أنها قد تكون بداية كتلة سياسية جديدة. إلا أنه من السابق لأوانه معرفة ذلك.
ما هو مؤكد هو أن دور السياسة في التنمية والأمن الغذائي والحفاظ على الهوية الوطنية وإعادة توزيع الثروة سيتم مناقشته في القمة.
تواجه تركيا وقطر وباكستان وإيران قضايا معقدة بسبب سوء الأزمات العالمية. وتشكل العقوبات الاقتصادية تهديدات أمنية خطيرة على بعضها.
الولايات المتحدة والعديد من دول الاتحاد الأوروبي، فضلا عن الجهات الإقليمية غير الحكومية، غير راضية عن “العملية العسكرية” التركية في سوريا.
وقد أدى ذلك أيضا إلى تفاقم مشاكل سياسة إقليمية من خلال اتفاقية بحرية حديثة مع ليبيا.
وفي الوقت نفسه، تم عزل وتهميش قطر من قبل مجلس التعاون الخليجي.
كما تتعرض إيران لضغوط اقتصادية وعسكرية شديدة منذ بدء رئاسة دونالد ترامب.
قد توفر قمة كوالا لمبور حلولا دبلوماسية بديلة لتلك المشاكل.
يقال إن بعض الدول الإقليمية، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لديها شكوك حول القمة.
ومع ذلك، فإن الزيارة الرسمية الأخيرة لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى المملكة العربية السعودية ربما تكون قد حلت أي غموض حول القمة وأهدافها.
على الرغم من أن البلدان الإسلامية تمر بوقت عصيب، فقد توفر القمة منصة مثالية لإنشاء محطة استراتيجية وتحالفات إقليمية وجسور اجتماعية اقتصادية وآليات الطاقة والأمن الغذائي. كما قد تعزز العلاقات في مختلف المجالات.
قد تكون خطوة عملاقة نحو النهضة الإسلامية من حيث الأمن والتعاون في مجال الطاقة والتعاون العسكري والتعاون التكنولوجي والاستشارات السياسية.
في الآونة الأخيرة، عقد رئيس الوزراء مهاتير محمد ونظيره الباكستاني عمران خان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة القضايا التي تمس المسلمين.
أدى ذلك إلى اتفاق لإنشاء محطة تلفزيونية دولية جديدة مكرسة لمكافحة “الإسلاموفوبيا” والتعبير عن نظرة أكثر إيجابية عن الإسلام.
يبذل الدكتور مهاتير جهودا لحل النزاعات التي يواجهها المسلمون في العالم البالغ عددهم 1.7 مليار نسمة.
لقد دعم بشجاعة قضية كشمير في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وهو يدعم أيضا كفاح الفلسطينيين ضد الإرهاب الذي ترعاه إسرائيل. لذلك يمكننا أن نتوقع من القمة إيجاد حلول قابلة للتطبيق ومواجهة الدعاية الغربية.
نحن نعيش في عالم متحضر حيث يجب إضفاء الطابع المؤسسي على الدبلوماسية وسيادة القانون وتوفير حقوق الإنسان الأساسية وحق تقرير المصير والحرية في البلدان الإسلامية. لا يحقق العنف سوى الانقسام والدمار والتدهور.
إن القمة، إذا تم تنفيذها بشكل صحيح، قد تكون بوابة للتنمية المستدامة والتكامل الإقليمي والازدهار الاجتماعي والاقتصادي وتنمية مصادر الطاقة المتجددة والشركات الناشئة وأخيرا وليس آخرا التضامن الإسلامي.