المصدر:The Star الرابط: http://bit.ly/32ppXNO
سار خمسة سياح بولنديين في قصر المصمك، في وسط الرياض التاريخي، وهم يدركون أنهم من بين أول الأجانب الذين أتوا لزيارة تلك المدينة المحافظة.
وفي أروقة القصر الذي بني قبل أكثر من 150 سنة، سار إلى جانبهم مرشد سياحي ارتدى اللباس التقليدي الأبيض والغترة الحمراء، محاولا شرح تقاليد الضيافة العربية.
وقالت صوفيا التي ارتدت عباءة فضفاضة تركت ذراعيها مكشوفتين، “قبل المجيء إلى هنا، كنت قلقة حيال الملابس التي يجب أن أرتديها والقوانين الصارمة، لكن المفاجأة كانت إيجابية”.
وتدخّل زوجها أندريج قائلا “هذا أمر طبيعي، علينا أن نأخذ تقاليد البلد بعين الإعتبار”، موضحا أنّه سبق وأن زار قبل سنوات بلدا آخر في الخليج هي قطر، عندما لم يتمكن من الحصول على تأشيرة سياحية سعودية.
قررت السعودية في سبتمبر الماضي بدء إصدار تأشيرات سياحية فورية لمواطني نحو 50 دولة معظمها اوروبية، بعدما كانت التأشيرات تُمنح لرجال الأعمال والحجاج.
وعبّر المرشد السياحي متعب عبدالله الذي يدير وكالة للسفر، عن فرحته بهذا القرار، مشيرا إلى أنّه سيعمل على إستقطاب السياح والتأقلم مع هذا الواقع الجديد في المملكة التي عاشت عقودا من التشدد.
وقال إنّ السلطات “تسير بوتيرة أسرع منا، كونها تملك قدرات أكبر، علينا أن نستوعب وأن نفهم هذا التغيير السريع”.
يعد تطوير صناعة السياحة ركيزة أساسية في برنامج رؤية 2030 لولي العهد الأمير محمد سلمان الذي يهدف إلى إعداد أكبر اقتصاد في العالم العربي، والذي يعتمد بدرجة كبيرة على النفط، لمستقبل متنوع.
وتركز الحملات الترويجية الجذابة على المواقع القديمة وكذلك المناظر الطبيعية الخلابة في الصحراء والسواحل.
لذا، تشكل السياحة أحد أعمدة خطة المملكة لتنويع اقتصادها المرتبط تاريخيا بالنفط.
وبينما تروّج الحملات الدعائية لمواقع أثرية وطبيعة خلابة، تراهن السلطات على المدن الكبيرة مثل الرياض وجدة، لاستقطاب السياح، مركزة استثماراتها في قطاع الترفيه.
ولا تزال تبدو العاصمة التي يبلغ عدد سكانها نحو 8 ملايين نسمة، هادئة في معظم الأيام، رغم الموسم الترفيهي السنوي الصاخب والمليء بالفعاليات، والذي افتتح هذا الشهر بحفل ضخم غير مسبوق بدأ بأمسية للفرقة الكورية الشهيرة “بي تي أس”.